مالا تعرفه عن المسيّرة شاهين التي أدهشت الجميع وغيّرت قواعد الحرب في سوريا
تمكنت المعارضة السورية المسلحة، بفضل الطائرات المسيّرة "شاهين" التي كشفت عنها مؤخراً لأول مرة، من تحقيق إنجازات عسكرية غير مسبوقة، إذ استطاعت السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي بسرعة فائقة، مما أجبر قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها على التراجع والانكفاء أمام ضرباتها الدقيقة، التي امتدت من إدلب مروراً بحلب وصولاً إلى حماة التي تم تحريرها اليوم الخميس بشكل كامل.
وتعد المسيّرة "شاهين" واحدة من أبرز الأسلحة التي استخدمتها فصائل المعارضة لتحسين قدرتها الهجومية في مواجهة قوات نظام الأسد والميليشيات المدعومة من إيران المتواجدة في العديد من المناطق السورية منذ أكثر من عقد.
ورغم غياب معلومات دقيقة حول تطور هذه الطائرات، إلا أنها تتنوع بين هجومية وانتحارية واستطلاعية، وفقاً لما هو متداول، وقد سمحت للمعارضة باستهداف مواقع النظام بدقة محكمة، كما ألقت بعضها منشورات تطالب قوات النظام بالانشقاق أو الانسحاب، مما أضاف بعداً نفسياً ضد قوات النظام، في تعبير عن استراتيجية متكاملة لا تقتصر على الهجوم المباشر بل تشمل أيضاً الحرب النفسية.
ومع انطلاق عملية "ردع العدوان"، نشرت إدارة العمليات العسكرية مقطعاً مصوراً لـ"كتائب الشاهين"، بعنوان "نصلكم أينما كنتم"، تعلن من خلاله عن استخدام المسيرات في الهجمات. وبالفعل، استطاعت الطائرات أن تضرب أهدافً استراتيجية في عمق مناطق النظام، مما ساعد على إضعاف خطوطه الدفاعية وزعزعة استقرار تحركات قواته.
وتتميز المسيّرة "شاهين" بقدرتها على تنفيذ مهام متعددة، بدءاً من الاستطلاع والمراقبة وصولاً إلى الهجمات الانتحارية باستخدام قنابل محلية الصنع لضرب أهداف معادية على عمق يتراوح بين كيلومترين إلى ثلاثة، وتدير مثل هذه العمليات كتائب في المعارضة تسمى "كتائب شاهين".
ورغم أن معدل نجاحها يبلغ نحو 50% بسبب صعوبات التحكم والتعرض للإسقاط، إلا أن نتائجها كانت فعالة بشكل كبير، خصوصاً عندما تكون جزءاً من تحرك ميداني مركب ومنظم.
ويبدو أن أحد عوامل نجاحها هو استخدامها بتكتيك متقن، حيث يتم تنسيق الهجمات مع تقدم القوات على الأرض، ما يجعلها أداة هجومية فعالة على الرغم من الإمكانيات المحدودة.
ولا يمكن إغفال دور "شاهين" في توفير معلومات استخباراتية حيوية، رغم أنها لا تضاهي الطائرات المسيّرة المتقدمة عالمياً من حيث التكنولوجيا، إلا أن قدرتها على التقاط صور حية للمواقع المستهدفة كانت حاسمة في تحديد مواقع المدافع والمعدات العسكرية التابعة للنظام والميليشيات.
وأثناء هذه العملية العسكرية، أثبتت الطائرات المسيّرة "شاهين" قدرتها على ضرب أهداف دقيقة مثل الدبابات، الآليات العسكرية، والمروحيات التابعة للنظام السوري، ومن أبرز العمليات التي نفذتها تدمير مروحيتين في مطار النيرب، مما أسهم في إضعاف قدرة النظام على شن غارات جوية، واستخدمت أيضاً في عمليات الاغتيال.
وقد أسهم تكتم المعارضة المسلحة في إحداث عنصر المفاجأة، حيث لم يتوقع النظام السوري وداعميه أن تكون المعارضة قادرة على تنفيذ هجمات جوية باستخدام طائرات مسيّرة وأسلحة أخرى محلية الصنع، مما شكل فارقاً مهماً في سير المعركة، كما أسهمت "شاهين" بشكل ملحوظ في تحييد الدفاعات الجوية للنظام.