الفساد يحكم قبضته بينما رئيس الوزراء منشغل بالتقاط الصور!
تمت الإطاحة برئيس الوزراء السابق معين عبدالملك لكن منظومة الفساد ظلت حاكمة ومتحكمة بكل شيء، ورغم أن الجميع استبشر بالتغيير لكن الايام اثبتت أن رئيس الوزراء الحالي الدكتور احمد بن مبارك لبس طاقية اكبر من حجمة.
انشغل رئيس الوزراء بالتقاط الصور بوضعيات مختلفة ظنا منه ان الإعلام يمكن ان يغطي مكامن الفشل، لكن الأمور تدهورت اكثر منذ وصوله إلى منصبه الحالي والسبب أنه مغيب عن ملفات الفساد الحقيقي إن لم يكن متورط فيها.
بين أيدينا المناقصة رقم 2 التي تنافست عليها شركتي ASA وبن دول، وقدمت ASA عرضا افضل وفازت بالمناقصة لتوريد 150 الف طمن من المشتقات النفطية لكهرباء عدن، لكن أيادي رئيس الوزراء أرست المناقصة على شركة بن دول رغم انها تزيد على سعر شركة ASA باكثر من 5 مليون دولار وهو السوال الذي يطرح نفسه لمن ذهبت هذه الملايين؟!
لقد تم ارساء المناقصة على شركة بن دول بحجة انه وفر الضمان بينما شركة ASA تسأل الحكومة مديونية بمئات الملايين من الدولارات، ورفضت الجهة المعنية خصم الضمان من مديونية شركة ASA لتحتال على العروض المقدمة وتعطي المناقصة لشركة بن دول التي وردت 10 الف طن بعد شهرين من ارساء المناقصة بينما الاتفاق ينص على توريدها على 3 دفع.
الكارثة ان كمية 10 الف طن التي ادخلت الى خزانات مصافي عدن قبل اسبوع كانت مغشوشة لا تشبه الديزل ولا المازوت ومع ذلك اضطرت الحكومة لاستخدامها تحت ضغط انعدام المشتقات النفطية والحاجة لتمويل محطات الكهرباء.
شغل اللحظات الأخيرة والحرجة هو شغل ممزوج بالفساد ومخطط له، فتحت سطوة الضغط والحنق الشعبي يتم تمرير صفقات فساد بعشرات الملايين من الدولارات مثل هذه الصفقة التي نتحدث عنها.
هكذا يتم بيع كل شيء في البلد مقابل مصالح الفاسدين، والا فكيف يتم الاعتماد على شركة لتوريد هذه الكمية الكبيرة من المشتقات النفطية رغم انها لا تلتزم بالمواصفات.
وليس بعيدا عن هذا الفساد العبث الذي يحدث في محافظة شبوة فقد اقدم المحافظ ابن الوزير على فتح مينا قنا التابع للقطاع الخاص بالقوة والسماح لبعض التجار بتوريد المشتقات النفطية في اطار صفقة فساد يتم تقاسم عوائدها بين التجار والمحافظ.
وتؤكد المعلومات ان المشتقات النفطية المستوردة عبر ميناء قنا مغشوشة ولونها اسود ومليئة بالشوائب لان المهم ليس الحرص على مصلحة المواطن وانما مصلحة المسؤول الفاسد والتاجر صاحب الضمير المعطوب. وقد وصلت باخرتين إلى ميناء قنا وهي الباخرة أمير والباخرة فري ستار.
وعلى الرغم من علم رئيس الحكومة بهذا الفساد لم يحرك ساكنا، ويبدو ان بن مبارك مدين لمحافظ شبوة بموقفه في صنعاء حيث كان ضمن الوساطة التي تدخلت لدى الحوثيين لإطلاق سراح الاول بعد اختطافه بداية عام 2015م
ننصح رئيس الوزراء بدلا من أن يفتح له جبهات مع الرئيس رشاد العليمي والنائب عيدروس الزبيدي والجهات الأخرى أن يحارب الفساد الذي لا زال مستشر في كل المؤسسات الحكومية من مخلفات رئيس الوزراء السابق معين عبدالملك.
عملية الفساد لا زالت مستمرة تفاصيل قادمة