مقالات
الأحد 28 يناير 2024 09:13 مساءً

(قضية حضرموت..) كرة الثلج المتدحرجة من الشرق

سالم باوزير

ما نراه من حراك أجتماعي وسياسي وأحتجاجات جماهيرية ومبادرات لتأسيس كيانات مدنية وقبلية في أجزاء مختلفة من شرق البلاد وتحت عناوين وأهداف سياسية أو أجتماعية أو ثقافية أو أقتصادية ماهو إلا صحوة من نخب تلك المجتمعات وصيحة ألم منهم يطلقونها للمطالبة بحقوق مشروعة تم حرمانهم منها بقصد وتعمد وأصرار !!!.

لكن للأسف فالجهات التي لاتريد لأقليم حضرموت وشركاءها الصحوة والمطالبة بحقوقهم تقاطعت مصالحهم وكرسوا جهودهم لأحباط أي حراك يقوم به الحضارم في محافظتهم أو المحافظات الأخرى المشكلة لأقليم حضرموت حسب مخرجات الحوار الوطني الذي عقد في صنعاء وكان أول أنصاف لحضرموت وقضيتها في شرق البلاد ، لذلك عملوا على زرع بذور الفرقة وتذكية أسباب الخلاف بين مكونات مجتمعاتها ومحاولة منع أي تقارب بين محافظة حضرموت وجوارها مكامن قوتها الأجتماعية والجغرافية والأقتصادية لتضعف جيوسياسيا وتقلٌ مقاومتهم ويسهل أقتيادهم لجهة المنتصر من الفرقاء الذين لم يختلفوا إلا على التنافس عليها وأبقاءها كما كان حالها معهم فيما مضى تحت سيطرتهم منهوبة وبلاحقوق !!!.

ولأن مقاومة الشعوب المظلومة ومحاولات أسكاتها وأيقاف زخمها إنما تأتي بنتائج عكسية ، فتزيد أصرارها ويتوسع أنتشارها وترتفع سقوف مطالبها ، ويمكن تشبيهها بكرة الثلج المتدحرجة ،  كلما زادت دحرجتها زاد حجمها وعظم أمرها ، لذلك نرى اليوم الحراك الحضرمي المطالب بالحقوق المشروعة لم يعد حراك محافظتها وإنما خرج ليلامس مطالب مجتمعات مجاورة كانت تشكل جغرافيا حضرموت التاريخية التي حاول المتسلطون المتعاقبون على حكم البلاد والعباد تجريد حضرموت منها بفصلها وتقطيع أوصل الجسد الحضرمي الواحد لأضعاف قضيتها والقضاء على هويتها ، وبهذا الأنتشار للمطالبة بالحقوق المشروعة توسع الشق على الراقع وتشتت جهد من حاول القضاء على حراك مجتمعاتها !!!.

وبتداعي الرجال المخلصين لمجتمعاتهم وتأسيسهم للمجلس الموحد للأقليم الشرقي الذي يشكل جغرافيا حضرموت التاريخية المكون من ( حضرموت - وشبوة - والمهرة - وسوقطرة ) تقوى شوكتهم بوحدة صفهم وتعاضدهم ، وكما يقول الشاعر العربي  :
تأبى الرماح إذا أجتمعن تكسرا ... وإذا افترقن تكسرت آحادا ،،،

لكن المسؤليه اليوم تتضاعف على مكون الأقليم الشرقي ورجاله ، فلا يعني سكوت خصومهم عنهم تسليم لهم ، فإن كان الأعلان عن مكونهم الجديد فاجأهم وتوقفوا لفترة قصيرة لمراجعة حساباتهم ، لكنهم اليوم بدأوا بخطط جديدة ليعودوا لمجابهتهم ومحاولة أجهاض مساعيهم ، لذلك على مجلس الأقليم الشرقي الموحد ورجاله الأستعداد أعلاميا وتنظيميا و ( أمنيا ) وتسويق مشروعهم مدنيا وقبليا لكسب التأييد مع ضمان توفر الأمكانات للأستمرار في أنطلاقتهم المباركة نحو أمتلاك قرارهم وأنتزاع حقوقهم ،،،

إن قيام الكيان الموحد للأقليم الشرقي فرصة ليتحرر مجلس حضرموت الوطني ويفك عنه الأحتقان الذي أخر أكتمال تدشينه ، وليواصل أستكمال هيئته وتعيين رئاسته وأستكمال دوائره ، فأنظار المتربصين به في شغل عنه اليوم ، وحضرموت بحاجة لمرجع يوحد جهود كياناتها لتتكامل ولا تتنافس ، ويبني بالتشاور معهم أستراتيجية توزع عليهم أدوار تطبيقها ، والأقليم الشرقي بحاجة لمجلس حضرموت الوطني ممثلا لحضرموت مع شركأها من الكيانات الأخرى الممثلة للمحافظات الأخرى ، والمحافظة من الأقليم الشرقي التي لم يتكون بها مكون ممثل لتلك المحافظة ( مثل مجلس حضرموت الوطني  ) ستكون بحاجة لتكوينه في أقرب فرصة لتقوية الجبهة الداخلية لكل محافظة ، والرجال المخلصون الذين بادروا وتصدروا في تمثيل محافظاتهم سيبقى مكانهم محفوظ ودورهم سيستمر في التنسيق بين الأقليم الشرقي الموحد وبين المكون الممثل لمحافظاتهم ، فلا أزدواجية في الأدوار ولا أستغناء عن رجال وطنيين لهويتهم وحريصين على مصالح مجتمعاتهم وحقوقها ، ولا أنصات للدعوات التي يطلقها البعض في ظاهرها الحرص على المصلحة والقضية الحضرمية وفي باطنها تعطيل عجلة سيرها ، حين يطالبون بأختيار للمتصدرين لهذا المشهد عبر صناديق الأقتراع ، فهذا ليس وقت صناديق الأقراع وإنما وقت أنتزاع الحقوق برجال مبادرون ضحوا بأنفسهم في سبيل مجتمعهم وقضيتهم وهويتهم ، وبعد نجاحهم سيُلتفت لتلك الصناديق عندما يكون الأمر حق للجميع ، أما اليوم فالحق حصري لمن صبر وجاهد وضحى ،،،،

جميع الحقوق محفوظة لـ [وطن نيوز] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology