مقالات
الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 09:35 مساءً

كنت حراكيا مع الجنوب

صالح بن عمرات

كغيري من الشباب الحضارم المراهق المتحمس والثائر المقبل على الحياة بطموحاته وخيالاته نحو مستقبل افضل ننشده.... الذي تسيطر عليه عواطفه دون غيرها ويسيطر عليه تفكيره بقلبه لا بعقله والذي لا يفقه في السياسة شي غير الشعارات الرنانة والتي قد تختلط بمظلومية نشترك فيها وٱبائنا واهلنا..

فمنذ ما قبل تخرجي من الثانوية العامة عام 2003 -2004 م ومع بزوغ الزخم الثوري والاعلامي للحراك الجنوبي بدأت اتأثر مع المظلومية والشعارات التي تنادي بالانفصال التي يطلقها الحراك الجنوبي ( مع غياب المعرفة بالهوية والمظلومية الحضرمية... مع غياب او عدم وجود من يبرزها ٱنذاك..)... ومع تلك الشعارات والمظلومية بدأ يسيطر علي قلبي وعواطفي واقتنعت بكل طرح يطرح من قبل قيادات الحراك ٱنذاك واتفاعل معها وادافع عنها في مجالسي مع اصدقائي وزملائي....

وفي الجامعة كنت ككثير من الشباب حركي اجتماعي ... طبعي البدوي اكسبني كثيرا من الثقة بالنفس... اذكر انه قد حاول حينها حزب المؤتمر الشعبي العام عبر بعض نشطائه الفاعلين في الجامعة ان يستقطبوني لأنخرط فيه كقيادي طلابي ....لكني رفضت رفضا قاطعا.... وحتى حزب الاصلاح عبر بعض نشطائه حاولوا ان يستقطبوني وعرضوا علي استخراج بطاقة حزبية لكني رفضت بل كان رفضا فيه من التهكم على هذا الحزب لعدم قبولنا له ولشدة الشحن الذي نشحن به ضد هذا الحزب وقياداته....

ففي الجامعة والسنوات التي تلت تخرجي بدأت قدراتي التعبيرية تتدفق بما يجول في خاطري وما انا مقتنع به ومع حماسي لاطروحات الحراك الجنوبي بدأت اشارك في بعض المسيرات واللقاءات العامة حتى اني قد اتيت  بقيادات ( أكن لهم خالص الشكر والتقدير الى يومنا هذا ) من الحراك الجنوبي  لقريتي شريوف م/ تريم لعمل لقاء عام فيها وبدأت ايضا اكتب بعض المقالات التي يتخللها نقدا وتأييد في بعض الصحف الاكترونية والمنتديات.

ولن اطيل...... ويوما بعد يوم تزيد ادراكاتي ومعارفي وخبراتي في الحياة ويزيد فهمي وادراكي السياسي والاجتماعي والثقافي...ومع ادراكنا وفمهنا وما نلتمسه وما عرفناه من تجارب غيرنا والنظرة الدونية والمناطقية التي ينظر ويتم التعامل بها مع حضرموت على انها ذنب وذيل وغنيمة ... وبهذا بدأت ابحث  وانبش بين الركام عن وطني وكيف نحفظ كرامتنا ومكانتنا كحضارم  .. ومع بروز مفكرين وساسة حضارم يتحدثون عن الهوية الحضرمية  امثال الدكتور عبدالله باحاج ومن معه في العصبة التي لست عضوا او منخرطا فيها .... وقد دعينا انا ومجموعة من الشباب من غيل بن يمين لنحضر لقاء عام اقاموه في المكلا ( تم مهاجمته فيما بعد قبل ان يكتمل من قبل شباب مغرر بهم من الحراك الجنوبي.... لكن اطروحاتهم بدأت تلقي بظلالها على مداركي ومعارفي وقناعاتي....

ثم تأسس حلف قبائل حضرموت.. وتشرفت ان اكون ناطقا رسميا له..... حينها زاد ادراكي السياسي وزادت تجاربي في الحياة وزادت قناعاتي بهويتي الحضرمية...

ومع ما نرى ونسمع عن نظرة دونية وتعامل مناطقي واقصاء وتهميش تقوم به قيادات الحراك ثم الانتقالي  في تكويناتهم على القيادات الحضرمية التي معهم وعلى حضرموت ارضا وانسانا.....

وبعد ان ترسخت معارفي ومداركي وقناعاتنا بعد كثير من التجارب الحياتية  وبعد ان خضنا غمار العمل السياسي والمجتمعي .. وفهمت الكثير عن السياسة والساسة  وصرنا نفرق بين الباطل والحق ونفهم في السياسة مايقيني الاضرار بحضرموت ارضا وانسانا وما يمكنني من الدفاع عن حقها السياسي ومكانتها الثقافية والاجتماعية...

فترسخت وتمكنت حضرموت في وجداني... وصرت مدافعا عنها وعن حقها السياسي وان تكون ذات سيادة على ارضها وثروتها وانسانها في اي استحقاق سياسي قادم......

*وأخيرا وليس ٱخرا سنظل نحترم ونقدر اخواننا الحضارم الذي لازالوا  منخرطين في الحراك او الانتقالي قيادة ومناصرين* .... ونقول لهم انتم اخواننا واهلنا نحترمكم ونجلكم ونوقن انكم تعملون وتدافعون عن حسن نية تجاه حضرموت .. وانكم مؤمنين بكل الاطروحات والادبيات التي ينتهجها دعاة الجنوب بكل مسمياتهم....... لكننا نريدكم ان تبادلونا نفس الشعور بأن تقدروا وتحترموا مانقتنع ونؤمن به ونسوسه...

لكن لا ضير ان وجهنا لكم نصيحة من محب.... فكروا بقلوبكم تجاه حضرموت وبعقولكم وقلوبكم تجاه ماتؤمنون به وانظروا بتروي عن مستوى تقدير هؤلاء معكم ومع حضرموت واسقطوا بعض التجارب  السابقة والحالية على ماجنت وتجني وما ستجني حضرموت حاضرا  ومستقبلا...  وقارنوا بين الطرحين.....طرحنا وطرحكم وخذوها من كل الجوانب....

والله من وراء القصد.....
#صالح بن عمرات مولى الدويلة

جميع الحقوق محفوظة لـ [وطن نيوز] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology