وزير الشؤون الإجتماعية والعمل يدعو لمناهضة عمل الأطفال
وجّه الدكتور محمد سعيد الزعوري وزير الشئون الإجتماعية والعمل كلمة هامة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال الذي يصادف الثاني عشر من يونيو من كل عام، تطرق خلالها للأوضاع المعقدة التي يعيشها أطفال اليمن جراء الحرب المستعرة منذ أكثر من سبع سنوات، والتي خلّفت واقعاً إنسانياً كارثياً هو الأسوأ عالمياً بحسب توصيف المنظمات الأممية، ويعتبر الأطفال من أكثر الفئات المعرضة للإنتهاكات والبؤس والحرمان والإستغلال.
وأكد الوزير الزعوري إن وزارته تعمل جاهدة بالتنسيق مع الفعاليات الوطنية والمنظمات الأممية والدولية لمناهضة عمالة الأطفال من خلال تنفيذ الأنشطة والبرامج الهادفة للتعريف بنصوص الأتفاقية الدولية رقم 182 الخاصه بالحظر على أسوأ اشكال عمالة الأطفال، والتي صادقت عليها اليمن خلال مؤتمر العمل الدولي في جنيف عام 2001م، حيث أصبح هذا اليوم بمثابه عيد لكل الأطفال العاملين في كافه انحاء العالم.
وبيّن الزعوري إن الظروف القاهرة التي أنتجتها الحرب ومآلاتها الكارثية أجبرت الملايين من الأسر الى النزوح وترك منازلهم وأعمالهم ومزارعهم، وفَقِد عشرات الألآف وظائفهم، ومصدر رزقهم، وتسرّب ما يزيد عن ثلاثة ملايين طفل من مدارسهم، وأصبحوا عرضة للإستغلال، وهو ما يلقي بظلاله على واقع الطفولة في اليمن شمالاً وجنوباً مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لتعزيز أنظمة الحماية الإجتماعية وتفعيل شبكة الضمان الإجتماعي، ومحاربة الفقر، والفقر متعدد الأبعاد، والضعف والهشاشة، والقضاء على عمالة الأطفال ومنعها، ولن يتأتى خذلك إلا بوقف الحرب وإحلال السلام العادل والشامل لجميع الأطراف في الشمال والجنوب.
وأضاف إن الحماية الإجتماعية هي حق من حقوق الإنسان وأداة سياسية فعالة لمنع الأسر من اللجوء إلى ”عمالة الأطفال” في أوقات الأزمات. وخاطب المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وأرباب العمل الى الإحتفاء بهذا اليوم وتقديم المساعدة للأطفال الذين تقطعت بهم السبل، وقست عليهم ظروف الحياه، ليجدوا أنفسهم في سوق عمل لايرحم بدلاً عن مقاعد الدراسة وفضاء اللعب مع أقرانهم.
ولفت الوزير إلى أن تواصل الأعمال العسكرية التي تشنها مليشيات الحوثي، فاقم من اتساع ظاهرة عمالة الأطفال، حيث زجت المليشيات بالألآف منهم الى جبهات القتال وإشراكهم في زارعة الألغام، وتقديم الخدمات اللوجستية والتجسس ونقل الأسلحة، معرضين حياتهم للخطر، لافتاً إلى مايزيد عن عشرة ألآف طفل قُتلوا أو أصيبوا بجروح في اليمن منذ بدء الحرب بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وهو ما يكشف عن حجم الإنتهاكات الإنسانية المريعة التي ارتكبتها المليشيات منذ بدء الحرب.
وطالب المجتمع الدولي للضغط على المليشيات الحوثية لوقف تجنيد الأطفال، وإنتهاك حقوقهم، والبدء الفوري بتسريح الآلاف من معسكرات التدريب وجبهات القتال، مناشداً المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع خاص وأرباب العمل لتوفير الظروف الملائمة لعودة الأطفال الى مقاعد الدراسه، وأن نجعل من هذا اليوم محطة لأخذ الدروس والعبر، والعمل يدا بيد لحمايه أطفالنا من ”اسواء أشكال عمل الأطفال“.