مقالات
الأربعاء 14 يوليو 2021 11:17 صباحاً

عن بيان مؤتمر حضرموت الجامع وما بعد البيان

عبدالحكيم الجابري

لعل هناك من سيسأل لماذا تأخرت عن الكتابة حول البيان الصادر عن مؤتمر حضرموت الجامع مساء 10 يوليو 2021، رغم أهمية الموضوع؟!، في حقيقة الأمر ان تأخري عن الكتابة عن هذا البيان ل48 ساعة، كان له مايبرره حيث اني كنت بانتظار ردود أفعال أخرى خاصة من حلف حضرموت، الذي يعنيه الأمر أيضا الى جانب مؤتمر حضرموت الجامع، وكان معرفة رأي وموقف الحلف بالنسبة لي مهم جدا، كونه الاطار الحضرمي الشامل الذي انبثق منه الجامع، وهو المرجعية الاساسية والقوة التي يعتمد عليها في حماية كل ماتحقق، وعلى كل حال فان البيان الصادر عن مؤتمر حضرموت الجامع، الذي جاء ردا على مستجد سياسي مجتمعي شهدته المكلا في ذلك اليوم، كان موفقا الى حدا بعيد في توقيته وفي مضمونه، الا ان هناك مايجب أن يقال حول ذلك، خاصة وان البيان أثار ردود أفعال أكثرها ايجابية تجاه الجامع والحلف الحضرميين، وهذا يبعث على الاطمئنان بأن كثير من الحضارمة لايزالون يحتفظون بثقتهم في الحلف والجامع، باعتبارهما مكسب تاريخي لحضرموت، وترجمة لطموح وأمل كان يراود أجيال لأكثر من ثمانين سنة مضت، بأن يكون لحضرموت حامل سياسي واجتماعي تظاهر به الآخرين وتنافسهم به.

 

بيان مؤتمر حضرموت الجامع جاء في لحظة كان يجب أن يقول فيها كلمة، بعد أن برزت للواقع دلائل قاطعة انه مستهدف ليس فقط في توجهه، انما أكثر وأبعد من ذلك وهو وجوده، وهنا تكمن أهمية أن ينتفض مؤتمر حضرموت الجامع، وأن يعلن رفضه لما يحاك ضده.

 

كان شئ مهم وجيد أن يصدر جامع حضرموت ذلك البيان وفي تلك اللحظة، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن يعكس ماجاء في بيانه الى عمل ملموس، وأن يقدم على خطوات اجرائية، مترجمة أقواله الى أفعال، وأن يتخذ قرارات تحمي هذا الحلم الكبير، وتضعه في مستوى طموحات أهل حضرموت، وأولى الخطوات المطلوبة هي أن تتم عملية فلترة، خاصة على المستويات القيادية، بحيث تنهي الازدواجية القائمة للأعضاء القياديين، سواء في هيئة الرئاسة أو الهيئة العليا أو دوائر الأمانة العامة واللجان العاملة، وأن لا يسمح لمن هم قيادات في مكونات سياسية وحزبية واتحادية ومنظمات، بأن يكونوا أعضاء في هذه المستويات القيادية في الجامع، حتى لا يكون هناك ازدواج في التوجه والولاء، ولكي تكون هذه المستويات القيادية متاحة فقط لمن لا يحملون عضويات حزبية أو منظمات واتحادات غير حضرمية، من أجل انهاء ازدواجية العضوية والولاء، على أن من حق أي حضرمي أن يكون عضو في الجامع.

 

خطوات أخرى يجب أن تقدم عليها قيادة جامع حضرموت، وهي الاعداد لانعقاد المؤتمر العام وأن يرتب لاجراء دورة انتخابية كاملة على مستوى القاعدة، في المديريات والمراكز صعودا الى المركز، لأن اجراء الدورة الانتخابية كفيلة بوجود كيان تنظيمي مؤسس على الديمقراطية الحزبية، ويضمن صعود عناصر قيادية تتميز بالولاء الفكري والسياسي لحضرموت، بعيدا عن الولاءات الشخصية التي يتحدث عنها الناس اليوم، كما ان انعقاد المؤتمر العام تكمن أهميته في انه سيجيب على كثير من التساؤلات، وسيجعل حضرموت من خلال مؤتمرها الجامع تحدد مواقفها من عدة قضايا في الساحتين المحلية والاقليمية، وسيلبي مطالب بعض الأعضاء في اعادة النظر في بعض بنود اللائحة التنظيمية.

 

في رأيي ان البيان الأخير لمؤتمر حضرموت الجامع، رغم انه جاء ردة فعل لحدث معين، الا انني أتوقع أن يتبع ذلك فعل على الواقع، أو على الأقل هذا الذي أتمناه، أما البقاء على الوضعية السابقة، أو الاعتماد على ردات الفعل فقط، فهذا يضع مؤتمر حضرموت والحلف ايضا في مرمى استهدافات كثيرة، وسيعرض حلم الحضارمة بكيان يعبر عنهم ويحمل تطلعاتهم في مهب الريح.

جميع الحقوق محفوظة لـ [وطن نيوز] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology