مقالات
السبت 18 يوليو 2020 12:47 مساءً

اليوم التصويت لتقرير مصير حضرموت

سالم باوزير

الإعلام اليوم أصبح العامل الأقوى في السيطرة وسياسة الشعوب، والحضارم كان سبب شقاءهم منذ عام 67م هذا الاعلام الموجه لهم من خارج الحدود ، فقد كانت الدعوة للقومية العربية التي صدقوها هي التي جعلتهم يتخلصون من سلاطينهم ويسلموا بلادهم لدعاة القومية الذين عملوا على تدمير جيش البادية الذي سيشكل لهم تهديد قبل أن يستبيحوا البلاد والعباد.

 

 فهؤلاء الذين تصدروا المشهد ووقعوا على بيع حضرموت بلا ثمن لا يتحملون وحدهم وزر هذه الجناية ، فقد كان ورآهم مجتمع تأثر بالدعاية التى رسمت لهم أحلام وردية لم يفيقوا منها إلا بعد التنكيل بهم وسحل أبناءهم ونهب ثرواتهم وحرمانهم من كل شيء كانوا ينعمون به في عهد سلاطينهم ، ولازالوا في المعاناة حتى اليوم !!! 

 

هؤلاء القوميون ربما كانوا على مبدأ وعلى قدر من الثقافة وصادقين في ولائهم للوطن ، لكنهم أغرار ومتهورين وأصبحوا جسر لعبور انتهازيين مدعومين من قوة حرفت ثورتهم لخدمة مصالحها وأستراتيجياتها !!!  

 

فالاعلام المسيس يوثر في الشعوب ، ويجعل الناس تفقد ثقتها برموزها ، ويرسم لهم خطة للخلاص يوهمهم بأنها المخرج الوحيد ، وربما رافق هذا الزخم الاعلامي تلاعب بالخدمات ، أو تشويه وشيطنة للوطنيين الحقيقيين ، وغالباً من يمتلك سلاح الاعلام يمتلك امكانات كبيرة يسخرها في خدمة مشاريعه وشراء الذمم .

 

 وفي العادة أن العقلاء من نخب المجتمع لاتنطلي عليهم هذا العبث والتزوير للحقائق ، لكن عددهم قليل ، وصوتهم يضيع عندما يكون الرأي العام قد انحرف تجاه القناعة التي تم توجيهه إليها . 

 

واليوم يعيد التاريخ نفسه ، حضرموت بالرغم من الابتلاء الذي يعاني منه الناس هم أفضل حالاً من كل محافظات البلاد ، وأبواب الأمل بدأت تفتح لهم ، وتأتي هذه الدعوة التى يقودها الانتقالي الجنوبي ويتحمس لها البعض من أبناء حضرموت تكرر تجربتهم مع القوميين السابقة ، والدعوة صريحة للتخلص من أبناء حضرموت الذين يتولون ادارة البلاد ، وفتح الباب للفتنة وللقادمين بها من الجنوب ، وجعل حضرموت مسرح للصراع !!! 

 

الحضارم شركاء في النضال من أجل القضية الجنوبية ، التي كانوا هم أول من تحرك بها ، وكانوا مع الجنوبيين في خندق واحد ، لكن اليوم القضية الجنوبية مختطفة من أصحابها ، اختطفها الانتقالي وأقصى الجميع ، والانتقالي مدعوم من قوة خارجية تمتلك الامكانات التى سخرتها له واستخدمها بداية ضد فئات المجتمع بافتعال الفتنة بين مكوناته ، ومحاربة كل من لا يدين له بالولاء حتى من أصحاب القضية الجنوبية الحقيقين ، واستحل الدماء ، فالكثير من الرموز الدينية والمجتمعية الذين لايتفقون مع توجهه تم ازهاق أرواحهم ، وسيطر على السلطة ولم يؤدي حقوقها المترتبة . 

 

 وادعاء مبادئ وقضايا تدغدغ رغبات العامة بدولة عدالة ومؤسسات وبتحرير جنوبهم وأوهام وأحلام غذاها بالشعارات وخدمها بالامكانات الاعلامية ، والواقع يثبت أنها أكاذيب تمسك بها العوام وحتى مع تكشفها لهم لم يريدوا الأفاقة من هذا الوهم !!! 

 

الآن مدينة عدن ( العاصمة الاقتصادية ) المدينة المزدهرة تحولت مع سلطة الانتقالي لقرية محرومة من الخدمات والأمن والتنمية ، وهروباً إلى الأمام اتجهوا إلى حضرموت ، بزعمهم أنهم يريدوا تحريرها بالحكم الذاتي ( وهي تدار الآن بكوادر حضرمية خالصة ) ، ويريدوا جلب الأمن والعدالة والتنمية !!!

 

 كيف ؟ ، ففاقد الشيء لايعطيه !!!

 الوقفة التي دعا إليها الانتقالي في حضرموت ، تدل أن هذه العصابة الموجهة لحضرموت لاتحترم حتى أتباعها ، فالمسؤولية تعني تجنيب الأتباع الأخطار ، وفي هذا التوقيت ومع جائحة كرونا التي عجزت دول عظمي عن احتوائها وفي ظل السيطرة النسبية من السلطة المحلية على هذا الوباء في مجتمع حضرموت مثل هذا التجمع يعني الانتشار السريع لهذا المرض الخطير !!! ، أين الاحساس بالمسؤولية من هؤلاء الحمقى ؟؟؟ ، ( الأحمق من يريد أن ينفعك فيضرك ) !!! 

 

إن كان لنا عتب فليس على هؤلاء المجرمين القادمين بالفتنة والمرض ، ولكن على أبناء حضرموت والمحسوبين على أهلهم ومجتمعهم وقضية ومستقبل أجيالها . 

 

الشعارات جربها الناس ، ولاتعني صدق من ورآها ، وهي شعارات رنانة لم يثبتوا أنهم صادقين على مبادئهم وأنهم أهل لتحقيقها ، فأفعالهم تكذب أقوالهم . 

اليوم يصوت الحضارم على خيارين لا ثالث لهما : 

 

# عدم الخروج للمظاهرة : 

والنتيجة : إبقاء حضرموت في مسار الرقي والأزدهار والتنمية والسلم المجتمعي ، وادارة حضرموت بأبناءها ، والحكمة الحضرمية تقول : ( بالبصر ولا بالقوة ) ، وما لم ندركه اليوم سنصل له غداً إن شاء الله ، وحضارم اليوم ليسوا كحضارم الأمس ، جيل متعلم ومتحرر من التبعية ويعرف حقوقة ولن يسكت عنها ، (والبلاد محكومة دولياً ) . 

 

# الخروج للتظاهر :

والنتيجة : فتح باب للفتنة وتحويل حضرموت ممر أو مقر أو ساحة حرب ، تدمر الأخضر واليابس ، وفقد الأمن والسلم المجتمعي وضياع فرص وطريق التنمية ، وخسارة المكاسب السياسية التي تحققت ، والتي في طريقها للتحقق في المستقبل القريب ، وسيطرة عناصر خارجية على أدارتها ، وعودة تبعيتها لجهات جربها الحضارم من قبل شمالية أو جنوبية ووووو ... ومستقبل أسود لاقدر الله .

   

اللهم سلم سلم ...

جميع الحقوق محفوظة لـ [وطن نيوز] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology