كلمة لِجبر خاطر ..

ذات مساءٍ كئيب وسهامٌ غير خاطئة من الأحزان أصابتني فما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطئني لم يكن ليصيبني، وعلى غير العادة رأني صديقي شحوب الوجهه قاطبٌ جبيني عابس، شدهُ الفضول وحب التطلع ونتابه شئ من التحسر وبّزغ في قلبه بعض من الرأفة وضل يسألني ويجيب وانا حزينٌ صامت ومكث يتفكهه في حديثه وقد أدركتُ أنه يريد بحديثه جبراً لخاطري ..
هكذا قال أحدهم متحدثاً عن أشخاص يعرفون أن جبر الخواطر عباده يتقرب به المسلم الى الله وما أحوجنا الى أشخاص مثل هؤلاء في وقتنا الراهن وفي بلدنا هذه بعد أن شبت فيها الفتن، وما منكم أيها الناس إلا شب في صدره همٌ وغم وقليل من يجد من يواسيه ويجبر بخاطره وأحاديث مواسات الناس وجبر خواطرهم كثيرة، ومن أسماء الله الحسنى(الجبار) فهو جبار متصف بكثرة جبره حوائج الخلائق، ومنه قوله تعالي: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} الضحى ،فهذه الآية رسالة إلى كل مهموم ومغموم، وتسلية لصاحب الحاجة، وفرج لكل من وقع ببلاء وفتنة؛ أن الله يجبر كل قلب لجأ إليه بصدق.
ومن من مستحبات جبر الخواطر (كلمة) والكلام لايُسمن ولايُغني من جوع ومنه: قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-:" لأقُولنّ شيئًا يُضحِك النبي ﷺ "
رواه مسلم .
وفيه استحباب مَن رأىٰ صاحبه مهمومًا ؛أن يُحدّثه بما يزيل همّه ، ويطيّب نفسه"..وقد يتكتفي البعض بابتسامة، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب بعضنا البعض ولا نبخل على أنفسنا، والخير عائدٌ الى صاحبه .
YOU for information technology