مقالات
الأربعاء 15 أغسطس 2018 06:16 مساءً

اعــــشــــــقْ وطــــنــك

ريا المزاحمي

الوطن هو حاضنة البشر والجماعات ، وهو الأرض التي يعيش عليها من يتشاركون معا في قواسم مشتركة كالعرق واللغة وغيرها، وهو الهواء الذي يتنفسونه ،  هو تاريخهم وحضارتهم الغابرة ، هو كل ما فوق الأرض وتحتها، والأهم من هذا وذاك أن الوطن هو الإنسان الذي يعيش جانبا إلى جنب مع أخيه الإنسان مهما أختلفت أفكارهم ومهما اختفلت عقائدهم.

 

الوطن جغرافيا وماديا هو المساحة الأرض التي يعيش عليها جماعة من الأفراد بحيث ترتبط هذه الجماعات معا بروابط من أهمها القواسم المشتركة المعروفة بين الأفراد ، فيقيمون على هذه الأرض ويعملون على إعمارها وزراعتها والتكاثر عليها وممارسة الأنشطة اليومية الاعتيادية أما الوطن معنويا فهو حالة العشق التي تنشأ بين الأفراد أولا  فلا أرض بلا أفراد ، فالأفراد هم  من يعطون للأرض قيمتها ، وهو حالة العشق التي ترابط الإنسان بالأرض ثانياً، وحب الوطن غير مشروط فمثلا لايحبه الإنسان لأنه الوطن الجميل المعطاء الطافح بالخيرات والملذات ، فربما يكون هذا  الوطن صحراء قاحلة لا ينضوي على أدنى مقوم من مقومات الحياة أو قد فقد جماله بسبب الحروب والدمارات ، ولكن الشعب متعلقون به لما لمسوه من دفئ في العلاقات وحميمة وحماية لما حسوه في جوفه وعانقوه في عيشه، وهذا قطعا ليس مسوغا للتقاعس والادعاء بأن حب الوطن يجب أن يكون بالدرجة الأولى في القلوب دون النظر إلى مشكلات الناس ، فالإنسان عندما تمنع عنه إحتيجاته الأساسية  يتحول إلى كائن تتحكم فيه الغرائز ، فالحاجات  الأساسية كالأكل والشرب والجنس  وغيرها مقدمة على أي شيء .

 

حماية الوطن والغيرة عنه لاتكون بالشعارات ولا تكون بالصورة التقليدية المتمثلة بالجيش الذي يرابط على الحدود ويعمل ليل ونهار على حماية الامن في البلد ، بل يتعداه إلى مفهوم أوسع وأشمل بحيث تصبح هذه الصورة تحصيلا وحاصلا.

 

فحماية الوطن تكون أولا بتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين ، وذلك عن طريق حكومة قوية قادرة على إدارة شؤون البلاد والعباد، وقادرة على قيادة عجلة التنمية بكافة المجالات ، هذا أولا ، أما ثانياً تكون حماية الوطن بالتعليم وعدم اتباع سياسة التجهيل ونشر الوعي والثقافة في المجتمع وتحسين الأخلاق بين أفراد الشعب ، ومن أهم هذه الأخلاق إحترام الآخر أيا كان ، فالوطن حاضنة كبيرة أكبر من حاضنة الدين أو العرق أو اللغة فالأخ في الوطن قد يكون مختلفا عرقيا أو لغويا أو طائفيا أو دينيا وعند تأمين وحدة الصف الداخلي ستكون النتيجة الحتمية حماية الوطن من اي اعتداء خارجي يهدد أمنه وأمن مواطنه .

 

لهذا فالأمن وحماية الوطن وحبه ليست مجرد شعارات يتغنى بها البعض بل هي تطبيق عملي ومتعب وشاق.

جميع الحقوق محفوظة لـ [وطن نيوز] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology