مقالات
الجمعة 20 يوليو 2018 06:09 مساءً

ودعــت ما بقي لي من كرامــــــة… .وبكيت في أعماقي كما لم أبكِ من قبل

ريا المزاحمي

ما الطاغية إلا فرد لا يملك بالحقيقة قوة ، ولا سلطان، وإنما همي الجماهير الغافلة الذلول ، تمطي  له ظهرها فيركب..  وتمد له أعناقها فيجر..  وتحني له رؤوسها فيستعلي… . وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغي.

أيها الناس ان قطعة الذهب قد تسقط في الوحل فيصيبها الأذى ولكنها تبقى ذهبا،  والصفيح ليس كالذهب ، والشر ليس كالخير ، والليل الأسود البهيم ليس كالصبح المشرق المضيء.

يقول فولتيير:  إن التعذيب الذي يهدر الكرامة و الإنسانية ليس فقط كرامة المتهم بل كرامة الحاكم أيضاً ، لأن هذا الأخير بتعذيبه إنسانا مثله يكون فاقد لمعنى الإنسانية بأكملها ، أي إهانة  يتحدث عنها فولتيير وأي كرامة ونحن لآن نذوق الظلم من حكامنا ، من أخواننا وأشقائنا ، فقد  تفرقوا مابين العميل والعامل والظهير والخائن ، ففقدنا كرمتنا وكرامة وطننا بسبب بعضنا البعض، كأوراق الخريف كرامتنا تظل تحت الشجر إلى أن تنتهي…..


إن أبناء اوروبا الغرباء يأتون إلى بلادنا فيفعلون الموبقات ، وكل شيء بيكون متاح في متناولهم ولا أحد يسألهم عن شيء  ولا يعاقبهم فقط لأنهم يحملون كرامة بلادهم التي جاءوا منها ، فكونك بريطاني أو فرنسي أو أمريكي هذا يعني أنك أنت الدولة نفسها ومن يمسّك بسوء فقد مسّ دولتك وأساء لها، وهذا ممنوع وله عقاب ، لذلك كانت كرامتهم محفوظة ، وجانبهم مهاب ، ونحن الأخوة في العروبة والإسلام  لا ندخل بلادهم إلا بكفيل  ، وإذا اعترض  أحد عن الظلم عاملوك كالعبد الآبق الهارب .
أما الاستفتاء الذي تطبل له جميع الصحف مقدمة بكلمة نعم (نعم للحرية والكرامة)، بالخط العريض الأحمر ثم يخرج بنتيجة 99.9% فمعناه ان هذه البلاد ليس لها وعي ولا كرامة ولا حرية ، ولا إنسانية .

لا كرامة ولا حرية للإنسان الأناني الجائع ، والتحرر النفسي والقناعة أول مرحلة في سبيل التحرر التقدمي

جميع الحقوق محفوظة لـ [وطن نيوز] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology