مقالات
الاثنين 26 فبراير 2018 10:18 مساءً

طفولتي مع الأذان...!!

هبة الله صلاح

نرى كثيرا في الآونة اﻷخيرة العديد من الفتن .. وقعت الحروب والقتالات بين المسلمين أنفسهم .. رقص وغناء في كل مكان .. دعوات علمانية ماجنة لفصل الدين الإسلامي عن الدولة .. وتحالفات مع اليهود والصهاينة وأعداء الإسلام .. لا بل نرى استهزاء بالمقدسات الإسلامية ...!!

 

نرى مشائخ حرموا قديما أمور واليوم أباحوها دون معرفتنا للأسباب ..!! نسمع رجال ونساء يحللون ما حرم الله ويحرمون ما أحل لهم .. !!

يتفاخرون بالقبيلة والعادات متناسين تعاليم الإسلام الحنيف .. الصلاة أصبحت متعبه .. !!

نرى دعوات لمنع الحجاب الإسلامي .. وحرية الإلحاد ...الخ.

 

 بل وتظهر ممثلة أمام العيان لتكذيب فتاوى شيوخ الإسلام .. وأخرى راقصة تنادي بمنع الأذان وهي مستمتعة كل يوم بالسهرات الغنائية والملاهي الليلية الذي تعج بموسيقى البوب الغربية وغيرها ..!!

 

وكاتب وإعلامي يقول الأذان مزعج ويزعج اﻷطفال .. وقد قال سيد الخلق محمد نبينا الكريم  منذ أكثر من 1400عام .. صلى الله عليه وسلم : أقم الصلاة يا بلال أرحنا بها ❤.

 

بلال العبد الصالح الذي عانى كثيرا من تعذيب الكفار له حتى يرتد عن الإسلام لكنه صبر وكان يتمتم أحدا أحد ...

 

_إن المعاصر للسنوات الحالية ومن عاش السنوات الماضية يعلم جيدا ما يحدث رغم الصدمة الكبيرة التي تشق القلب .. إنني حزينة جدا على اغتيال خطباء وأئمة المساجد في مدينتي عدن .

 

_طوال عمري عشت طفولتي بمنزل والدي في عدن .. كان منزلا بسيط ومفتوح من جميع الجهات .. يصل له خمس أوقات في اليوم أصوات كثيرة للمؤذنين من مختلف المساجد في الحي الذي نقطن به واﻷحياء المجاورة .

 

 كان أبي حين يحل وقت الأذان يطفى في وجه الجميع التلفاز .. رسالة جميلة من أب محب ﻷسرته أن لا شيء يعلو صوت الحق .. إنه وقت الأذان وقت الاستماع والترديد والصمت والدعاء .. ما أجملها من لحظات روحانية تبعث في القلب الانشراح.

 

 _أقسم وإن كنت في غيبوبة نوم من صغر سني كنت أصحو على أعذب الأصوات سحابة جميلة محملة بأروع الكلمات الله أكبر الله أكبر .

 

_يفز قلب المصلين لنداء الأذان ويدعو كثيرا لمن قام من نومه ليفتح المسجد ويؤذن به ويصلي بالناس .. حتى عندما يلعب اﻷطفال في الحارة حين يرفع الأذان بالمايك يقولون (صدق الحق) ويوقفون لعبهم بكل احترام وخشوع لحين انتهاء الآذان .. كانت تربيتهم خلوقة .

 

_أختي الصغرى كانت دوما تفز لحوش منزلنا حين ينتهي إمام مسجد الرحمن القريب منا من أداء الأذان بعد أن نردده .. لتستمع للإمام الأخر في مسجد الهدى البعيد منا مسافتا ولكن صوته يصلنا .. وتحزن إن انتهى فقد كانت تتمنى ألا ينتهي صوت الأذان أبدآ .. يا الله إنه صوت الحق .. صوت الأذان .. حي على الصلاة .. أي حب هذا الذي يدعونا لأداء الصلاة خمس أوقات في اليوم .. أي حب بربكم ...

منذ سفري واغترابي إلى يومنا هذا وأنا أتذكر ذلك الشيخ الجليل الذي في حي منزلنا .. أتذكر صوته في كل أذان .. أتذكر وكلي اشتياق لسماعه مجددا .. أتذكر أنني كنت أطلب من أختي بداية اغترابي تسجيل الأذان وإرساله لي لأسترد "طفولتي مع الأذان" .. وحين كبرت أحن لذلك الصوت جدا .. وكل ما يحزنني أنني حين سأعود إلى مسقط رأسي لن أسمعه مجددا فقد تم اغتيال صاحبه وقتله كغيره كثيرون من الخطباء والمؤذنون .. ذنبهم الوحيد أنهم صادقون يدعون الناس لتوحيد الله والصلاة .

 

 

لتحل رحمة الله على شيخنا الكريم وجميع من تم قتله لكونه على حق يسير .. وليبقى الأذان  نستمع له ونلبي ندائه حتى يأذن الله لقيام الساعة .. و مهما حارب السفهاء الإسلام فهم يحاربون الله ورسوله .. لن يفلحوا أبدآ.

جميع الحقوق محفوظة لـ [وطن نيوز] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology