مقالات
السبت 30 ديسمبر 2017 02:58 صباحاً

يا أهل المناصب اعتدلوا أو اعتزلوا

أبو الحسن جلال ناصر الفضلي

كم هو عظيم جرم الخائنين الخائبين الذين خانوا الأمانة و جانبوا الصيانة في أموال أهل الإسلام التي استرعاهم عليها الملك العلام فصاروا في الفساد من الأعلام و لا يغطي عورتهم ما يملكون من إعلام فمن ذا الذي في بغضهم يُلام؟!

 

فهم قوم شغفوا بالإمارة و اتبعوا النفس التي هي بالسوء أمَّارة و صار لهم في الفساد رايات و منارة! ففي المناصب داموا و عن القيام بالواجب و الحق ناموا و بالباطل هاموا فاعوجوا و ما استقاموا.

 

فمن غرم إلى غرم و من جرم إلى جرم فزاد الغرام و انتشر الإجرام و تنافس الناس في الحرام ؛ فإذا طُلبوا بالاستقالة ردوا بجهل و استطالة و زعموا أنها بدعة ضلالة! ففي مذهب أهل الفساد و النذالة و الخيانة و الفسالة الاستقالة بدعة ضلالة!

 

لكن أكل أموال المسلمين بالباطل المهين و ظلم و اضطهاد المواطنين حق مبين! و لو أنهم نظروا في سير النبلاء من العلماء و العقلاء و الحكماء و الفضلاء لوجدوا أنهم عدوا الإمارة من البلاء و أبوا قبولها أشد الإباء و ابتلوا بسبب ذلك أشد ابتلاء.

 

فمنهم سجين و منهم رهين و منهم أهين و هو ثابت مكين لا يتزحزح و لا يلين. و منهم شريد و منهم طريد بل و منهم أبيد و هو عن الحق لا يحيد. لأنهم لم ينظروا إليها نظرة قصيرة بل نظروا إليها بعين البصيرة.

 

 فعلموا أنها صارت مغرما و ليست مغنما علموا أنها صارت أمانة و ديانة و ليست خيانة و مهانة علموا أنها حساب و نَصَب و عقاب و وَصَب علموا أنها وقوف طويل بين يدي رب الأرباب و كل صغير و كبير مسطور في كتاب.

 

 فلما علموا شرها و فتنتها و شررها و استبان لهم وعورتها و كشف الله لهم عورتها فروا منها فرارهم من الأسد و لم ينظروا إلى أهلها بعين الحسد فسلموا الروح و الجسد و سلكوا المسلك الأسدّ. و لو سلك مسلكهم الخلف لكانوا خير اتباع للسلف و لجانبوا الهلاك و التلف.

 

فالمناصب لا يصلح لها إلا القوي الأمين فلا يصلح قوي يخون و لا أمين يهون. و نقولها ناصحين مجانبين مسلك المادحين لكل خائن مبين و ضعيف مهين: (قد كثر شاكوك و قل شاكروك فإما اعتدلت و إما اعتزلت.

جميع الحقوق محفوظة لـ [وطن نيوز] ©2024
تطوير واستضافة
YOU for information technology