توتر أمني جنوب كركوك ومساعٍ أميركية للتهدئة
وتسود حالة من التوتر بعد اشتباكات بين قوات تابعة لـ الحشد الشعبي وأخرى من البشمركة الكردية في طوزخورماتو في شمال محافظة صلاح الدين وسط تضارب للأنباء بشأن تلك الاشتباكات، في حين دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة للتهدئة بين بغداد وإقليم كردستان العراق.
وذكرت مصادر محلية أن قوة تابعة لمليشيات كل من عصائب أهل الحق وبدر هاجمت ليلا موقعا لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الحي العسكري بالمدينة، مما تسبب باندلاع اشتباكات استمرت لساعات، وانتهت فجرا بانسحاب قوات البشمركة من المدينة. لكن مصادر أخرى نفت انسحاب قوات الإقليم من مقر الحزب.
وحصلت الجزيرة على صور تظهر سيطرة أفراد من الحشد التركماني التابع للحشد الشعبي بمدينة طوز خورماتو على موقع تابع لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
واتهم مسؤول الجبهة التركمانية في محافظة صلاح الدين هيثم هاشم قوات حزب العمال الكردستاني بافتعال حادثة تفجير عبوة ناسفة في مدينة /طوزخورماتو/ وكانت سببا في اندلاع الاشتباكات.
وقد أكد نعمان الجبوري -وهو ملازم في شرطة صلاح الدين- لوكالة الأناضول بأن التحقيقات الأولية تشير إلى أن عناصر من البشمركة هاجموا حسينية وسط قضاء طوزخورماتو، مما دفع الحشد التركماني -الذي يتولى حماية الحسينية- إلى الاشتباك مع المسلحين.
من جهة أخرى، قال قائمقام طوزخورماتو شلال العبدول إن اتفاقا أبرم بين الأطراف الرئيسة من البشمركة والحشد الشعبي، يقضى بوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف.
وقال العبدول للأناضول إن المشكلة بدأت بعدما ألقى مسلحان يقودان دراجة نارية قنبلة يدوية على مقر أحد الأحزاب الكردية، وتكررت العملية مرة أخرى مما أدى إلى اندلاع الاشتباكات.
وتأتي الاشتباكات في طوزخورماتو، بعد يوم من توتر أمني بين القوات الاتحادية والبشمركة جنوبي كركوك، عقب إعادة انتشار القوات الاتحادية بمواقع كانت تسيطر عليها البشمركة منذ عام 2014.
بدوره، قال المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي أحمد الأسدي إن "ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة".
ومن أجل تفادي صدامات مسلحة، أمهلت القوات العراقية قوات البشمركة 48 ساعة للانسحاب وتسليم مواقعها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء اليوم السبت، وفق ما أكد مسؤول كردي لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، قال رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر "إن ما تقوم به حكومة بغداد يكاد يكون خجولا بالنسبة إلى قضية وحدة العراق أرضا وشعبا" في إشارة إلى أزمة استفتاء كردستان العراق.
ودعا زعيم التيار الصدري قادة الإقليم الكردي إلى التراجع عن الاستفتاء، وقال "نتمنى على الأكراد التراجع عن الاستفتاء والإذعان لفقرات الدستور وعدم زج أنفسهم والعراق في فتنة لا مخرج لها".
مساعٍ أميركية
ومع اقتراب انتهاء مهلة بغداد، دخلت الولايات المتحدة -التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبشمركة- على خط الأزمة في محاولة لتهدئة التوتر.
فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده تحاول تهدئة التوتر بين بغداد والأكراد منذ أن بدأت السلطات العراقية تحركا عسكريا في كركوك.
وأضاف ماتيس أن على الجميع التركيز على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن واشنطن تحاول أن تهدئ الأمور، وترى كيف يمكنها المضي قدما، دون أن يغيب عن أنظارها من وصفه بالعدو، في إشارة إلى التنظيم.
من جانبه، قال إياد علاوي نائب الرئيس العراقي إن الأزمة بين بغداد وإقليم كردستان العراقي -عقب استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم الشهر الماضي- تستدعي تحركا عاجلا لتهدئة الأوضاع والبدء بحوارات ثنائية.
وأضاف علاوي أن تصاعد التوتر بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم يستدعي بدء الحوارات الثنائية لبحث المناطق المختلف عليها تحت سقف الدستور، لنزع فتيل التوتر والوصول إلى حلول عاجلة.
وأكد أنه من الضروري بموازاة الحوارات الثنائية عقد لقاء وطني عاجل، لوضع خريطة طريق واضحة لمستقبل العملية السياسية.
يُذكر أن علاوي التقى قبل أيام رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في مدينة السليمانية.