استمرار هرب الروهينغا وميانمار تنشر الألغام لمنع عودتهم
تقوم قوات ميانمار بزرع الألغام عند الحدود المشتركة مع بنغلاديش لمنع عودة الروهينغا الذين واصلوا الفرار بأعداد كبيرة من ولاية أراكان جراء حملة عسكرية دامية أثارت اتهامات بـ التطهير العرقي والإبادة، في حين تحدثت مستشارة الدولة بميانمار (رئيسة الوزراء) أونغ سان سو تشي عن "تضليل" بهذا الشأن.
وقال مصدران حكوميان في بنغلاديش اليوم الأربعاء إن ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية عبر قطاع من حدودها مع بنغلاديش، ورجحا أن الهدف من ذلك هو الحيلولة دون عودة عشرات الآلاف من الروهينغا المسلمين الذين فروا من العنف في ميانمار. وأضافا أن دكا ستتقدم باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدا من الحدود المشتركة.
وسمع الاثنين والثلاثاء دوي أربعة انفجارات على الأقل في منطقة حدودية يعبرها الفارون من أراكان الواقعة شمال غربي ميانمار، وأفادت مصادر أمنية بنغالية ولاجئون من الروهينغا بأن مجموعات تابعة لقوات ميانمار تزرع الألغام قرب سياج من الأسلاك الشائكة.
وتسبب انفجار عدد من الألغام في إصابة لاجئين أثناء فرارهم سيرا على الأقدام إلى بنغلاديش، وكان بين المصابين امرأة وطفل بترت قدم كل واحد منهما، ونقلا إلى داخل بنغلاديش.
وتقوم قوات ميانمار بزرع الألغام في إطار حملة عسكرية بدأت يوم 25 من الشهر الماضي عقب هجمات شنها "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" على مراكز حدودية أسفرت عن مقتل 12 من عناصر الأمن، وأسفرت الحملة حتى الآن عن تهجير ما يقرب من 150 ألفا من المسلمين نحو بنغلاديش.
وتذرعت حكومة ميانمار بهذه الهجمات -التي وصفتها بالإرهابية- لتشن واحدة من أعنف حملات القمع منذ 2012 ضد أقلية الروهينغا، وتواترت شهادات وتقارير عن أعمال قتل واغتصاب وحرق لعشرات القرى نفذتها قوات الجيش والأمن، في حين أفادت حصيلة حكومية بمقتل أربعمئة شخص جلهم من مسلحي جيش إنقاذ الروهينغا.
وأُعلن اليوم عن وفاة خمسة من الروهينغا في حادث غرق جديد أثناء فرارهم إلى بنغلاديش، وكان عشرات آخرون غرقوا في حوادث مماثلة.
تطهير عرقي
وأشار الأمين العام لـ الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس لأول مرة إلى احتمال حدوث تطهير عرقي في ولاية أراكان.
وقال غوتيريش -في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي- إن على حكومة ميانمار منح مسلمي الروهينغا جنسية البلاد، أو على الأقل وثائق إقامة تخولهم عيش حياة طبيعية، كما دعا للسماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات للمحتاجين في أراكان.
وقد أكد مصدر أممي اليوم أن عدد مسلمي الروهينغا الذين فروا إلى بنغلاديش منذ بدء عمليات جيش ميانمار في إقليم أراكان قبل 12 يوما ارتفع إلى 146 ألفا، وكانت الأمم المتحدة قالت أمس إن العدد بلغ 123 ألفا.
وأكدت المنظمة الدولية أن اللاجئين بحاجة عاجلة للغذاء والمأوى، واتهمت سلطاتِ ميانمار بالتقاعس عن حماية مسلمي الروهينغا، وكانت قد سحبت موظفيها في أراكان بسبب انعدام الأمن.
في الأثناء، نددت مستشارة ميانمار في بيان أصدرته اليوم الأربعاء بما سمتها الأخبار المضللة عما يجري في أراكان (راخين وفق التسمية الرسمية) وقالت إن حكومتها تعمل لحماية كل السكان.
وعلى ما يبدو كانت أونغ سان سو تشي تنتقد تحديدا صورة عن أراكان نشرها محمد شمشك نائب رئيس الوزراء التركي بموقع تويتر. وأصدرت سو تشي بيانها عقب اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال إن الوضع بأراكان يثير قلق المسلمين، وكان وصف قبل ذلك ما يحدث للروهينغا بالإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى تركيا، كثفت دول إسلامية أخرى بينها إندونيسيا وماليزيا تحركاتها الدبلوماسية من أجل وضع حد لمعاناة الروهينغا، وتظاهر اليوم آلاف الإندونيسيين في جاكرتا أمام سفارة ميانمار للتنديد بما يتعرض له مسلمو أراكان.