الحوثيون يدخلون على خط المواجهة مع القاعدة لاستمالة ترامب
يسعى المتمردون الحوثيون إلى إظهار رغبتهم في محاربة القاعدة على أمل استمالة الإدارة الأميركية الجديدة مثلما أقنعوا إدارة الرئيس باراك أوباما من قبل بالرهان عليهم.
وحشدت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، السبت، أعداداً كبيرة من عناصرها في مدينة مكيراس بمحافظة البيضاء وسط اليمن، استعداداً للانطلاق صوب مدينة لودر، بمحافظة أبين (جنوب).
يأتي ذلك، بعد ساعات قليلة من شنّ عناصر تنظيم القاعدة، هجوما واسعا من الجهتين الشمالية والغربية لمدينة لودر، مستهدفين مقار أمنية بالمدينة، بواسطة أسلحة رشاشة ومتوسطة، وقذائف من نوع آر بي جي.
وقال سكان محليون في مكيراس إن قوات تابعة للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تحشد صوب لودر، للسيطرة عليها مجددا عقب دحرها منها منتصف أغسطس 2015 على يد القوات الحكومية.
وأرجع السكان أسباب الحشود الحوثية في مكيراس، إلى انسحاب القوات الحكومية من لودر، الأربعاء والخميس الماضيين، وانشغال رجال القبائل بالحرب ضد عناصر تابعة لتنظيم القاعدة.
واعتبر مراقبون محليون أن الحوثيين يسعون لملء الفراغ الذي تركته القوات الحكومية والسيطرة على المدينة، والتسويق لكونهم يعدون العدة للحرب على القاعدة، معتقدين أن ذلك يمكن أن يدفع إدارة دونالد ترامب لمراجعة حساباتها تجاههم وتجاه إيران الداعمة لهم.
ولم يستبعد المراقبون أن يكون التوجه إلى لودر هادفا إلى إنقاذ صورة الحوثيين بعد الخسائر الأخيرة التي تعرضوا لها في جبهة الساحل.
وعزا مسؤول أمني انسحاب القوات الموالية للحكومة إلى احتجاجها على التأخر في دفع الرواتب، وأنها تشكو من نقص في المعدات والأسلحة لمواهة عناصر القاعدة الذين كثفوا هجماتهم في الفترة الأخيرة.
وترتبط مكيراس الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ولودر الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، بحدود مباشرة، ويفصلهما عدد من القرى النائية وعقبة جبال ثره الشهيرة.
وتعد مكيراس، المدينة الوحيدة في أبين الخاضعة لسيطرة الحوثي وصالح، (تم تحويلها إداريا إلى محافظة البيضاء حسب التقسيم الإداري عام 1998).
وطالب سكان لودر والقرى القريبة منها بعودة القوات الحكومية، ومد يد العون لرجال القبائل وأفراد الأمن من أبناء المنطقة، في حربهم ضد الجماعات المتطرفة.