ثقافة وفنون

"جارة القمر" تنير شمعتها الحادية والثمانين

الثلاثاء 22 نوفمبر 2016 10:45 صباحاً وطن نيوز_BBCعربي:

رغم ابتعادها عن الساحة الغنائية والمسرحية، تبقى فيروز، "على بال" محبيها الذين يحتفلون بعيد ميلادها الحادي والثمانين في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، وتظل أغانيها في قلب الساحة الفنية وفي عقول وقلوب الملايين من المغرب إلى الخليج العربي.

ولدت نهاد وديع حداد فى 21 نوفمبر عام 1935 لأسره بسيطة في قرية جبل الأرز الواقعة في قضاء الشوف بلبنان، ثم انتقلت إلى حي زقاق البلاط في العاصمة بيروت في الحي القديم، وبدأت الغناء وهي في الخامسة من عمرها لتلفت الأسماع إلى صوتها العذب في سن مبكرة.

أعجب محمد فليفل الأستاذ بمعهد الموسيقى في بيروت بصوت الفتاة الصغيرة الخجولة ثم قدمها إلى لجنة الاستماع بالإذاعة اللبنانية والتي كانت تضم الموسيقار حليم الرومي، الذي أعجب بدوره بصوتها وقرر إلحاقها بكورال الإذاعة وهو من أطلق عليها لاحقا اسم فيروز.

فيروز تغني في حفل بالعاصمة الفرنسية باريس عام 1975

 

ولدت فيروز لأسرة لبنانية بسيطة في زقاق البلاط في الحي القديم ببيروت وبدأت الغناء في الخامسة من عمرها

لم تغن فيروز كيفما اتفق ولم تشد بكلمات كيفما كانت، إذ قدمت مئات الأغاني التي وصفها النقاد بأنها أحدثت ثورة في الموسيقى العربية واتسمت ببساطة التعبير وقصر المدة على عكس الأغاني العربية السائدة في تلك الفترة، إضافة إلى تنوع المواضيع، إذ غنت فيروز للأطفال، والوطن والأم والقضية الفلسطينية إلى جانب أغاني الحب.

ويعتبر النقاد أن رحلة فيروز الحقيقية بدأت عام 1952 إذ كانت انطلاقتها عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت. وكانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين رحباني عاصي ومنصور.

وفي 1955 تزوجت من عاصي الرحباني، وأنجبت منه زياد وهالي وليال وريما.

الصورة في استديو القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية في لندن عام 1961 .

 

المطربة اللبنانية فيروز خلال مقابلة اجراها معها الزميل الراحل يعقوب مسلم عام 1961.

وتخطى صوت فيروز حدود الوطن لتغني للشام ومصر وبغداد وعمان وفلسطين ومكة وهو ما قد يفسر المكانة التي تتمتع فيروز بها ليس في قلوب اللبنانيين فحسب، بل في قلوب جمهورها الممتد في مختلف أنحاء العالم.

وبخطوات واثقة، قدمت فيروز عددا كبيرا من أغانيها ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها لتشمل نقد الحاكم والبطولة والحب، وكان من أشهرها بياع الخواتم، وميس الريم، وأيام فخر الدين، وهالة والملك، وكان آخر ظهورٍ لفيروز على المسرح في يناير/ كانون الأول عام 2011 في مسرحية "صح النوم".

وراجت أغاني فيروز في كافة انحاء العالم العربي لتصبح فقرة رئيسية في إذاعات العالم العربي ليطلق عليها لقب "ملكة الصباح" ووصل رصيدها من الأغاني أكثر من 800 أغنية.

فيروز على خشبة المسرح تؤدي دورها في آخر أعمالها    

 

كان آخر ظهورٍ لفيروز على المسرح في يناير/ كانون الأول عام 2011

غنت فيروز لكثير من الشعراء العرب القدامى والمحدثين بداية من قصائد الأخطل الصغير وجرير وعنترة بن شداد وأبي نواس وصولا إلى إيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران ونزار قباني.

ولحن لفيروز كبار الملحنين في عصرها، ومن أهمهم: سيد درويش، والأخوان رحباني، ومحمد عبد الوهاب، وفيلمون وهبة.

فيروز تغني في إحدى حفلاتها النادرة في بيروتI

 

تخطى صوت فيروز الملائكي حدود الوطن لتغني للشام ومصر وبغداد وعمان وفلسطين ومكة

وغنت فيروز الأغنية الشعبية، والقصائد، والموشحات، والأغاني المقتبسة ألحانها من الموسيقى الغربية، وكان أغنياتها أحد أهم أسباب رواج اللهجة اللبنانية على مستوى العالم العربي لكنها غنت أيضا باللهجة المصرية التى سادت الفن في تلك الفترة.

أطلق عليها العديد من الألقاب من بينها "قيثارة السماء" و "سفيرة العرب" و"ياسمينة الشام" و"ملكة الصباح" و"جارة القمر" و"سفيرة النجوم" و"صوت الملائكة".

حصدت فيروز على مدار حياتها الفنية العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصلت على وسام الاستحقاق اللبناني من الرئيس "كميل شمعون" عام 1957 وهو أعلى وسام في الدولة، ووسام الأرز عام 1962، ووسام الاستحقاق اللبناني، كما حصلت علي ميدالية الكرامة عام 1963 من الملك حسين، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى.

السفير الفرنسي بلبنان يسلم فيروز وسام جوقة الشرف الوطني في 1997

 

السفير الفرنسي بلبنان يسلم فيروز وسام جوقة الشرف الوطني في 1997

وفي عام 1988، حصلت فيروز على وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي ووسام الثقافة الرفيعة من تونس، وجائزة القدس من فلسطين عام 1997م، وفي عام 1975م تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها تكريما لها، كما تم منحها الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت لتصبح أول مطربة تحصل على هذا اللقب.

ورشحها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران لنيل وسام الجمهورية الفرنسية للثقافة والفنون، وهو أرفع وسام ثقافي في فرنسا, كما نالت العديد من الأوسمة العالمية في الكثير من الدول الأخرى.

فيروز تغني على مسرح الأرينا بجامعة عمان الاهلية عام 2004

 

غنت فيروز في معظم العواصم العربية والعالمية وكانت تذاكر حفلاتها تنفد في الساعات الأولى من الإعلان عنها

أقيم لفيروز حفلات في العديد من الدول حول العالم من بينها البحرين و الكويت والإمارات وقطر والعراق ومصر وسوريا والمغرب والجزائر وتونس وسويسرا وفرنسا وبريطانيا والمكسيك وكندا واستراليا والبرازيل والولايات المتحدة.

وكان آخر ألبوماتها بعنوان "إيه في أمل" الذي صدر في 2010، ومنذ نهاية عام 2012 يتحدث مقربون من فيروز وبينهم نجلها الموسيقار زياد رحباني عن تجهيزها لألبوم غنائي جديد لكن هذا المشروع لم يظهر للنور بعد ويبقى لدى محبيها "أمل" أن تطل "جارة القمر" عليهم من جديد.

فيروز تغني على مسرح الجامعة الأمريكية في دبي عام 2001.

 

من المقرر أن تضاء شموع في أبراج قلعة بعلبك التاريخية احتفالا بعيد ميلاد فيروز

ودشن محبو فيروز على مواقع التواصل الإجتماعي، والذي ينتمي أغلبهم لجيل الشباب، أكثر من وسم على موقع تويتر من بينها "فيروز عيدنا" و"من قلبي سلام لفيروز" وحاز الأخير على أكثر من 20 ألف تغريدة لتثبت "قيثارة السماء" أن صوتها استطاع أن يخطف قلوب مستمعين من مختلف الأعمار.