لماذا فشلت مبادرة كيري في اليمن؟
منذ أن صدرت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب زيارته لمسقط، والتي أشار فيها إلى وقف إطلاق النار في اليمن بناء على اتفاق الأطراف المعنية، في الوقت التي أعلنت فيه الحكومة اليمنية عدم عرض الأمر عليها وأنها غير معنية بإعلانه، توقع الكثير فشل تلك المحاولة التي تسعى لـ "شرعنة إنقلاب الحوثيين" من خلال منحهم السلطة على حساب الحكومة الشرعية في اليمن.
محاولات الغرب والأمم المتحدة طرح حل يصب في صالح الحوثيين على حساب تقديم تنازلات من قبل الحكومة الشرعية في اليمن، لن يلقى قبول المملكة العربية السعودية تصريحات كيري لم تكن مفاجئة، خاصة بعد محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ فرض ورقة السلام التي طرحها أخيراً بعد لقاء الحوثيين وأتباع على عبد الله صالح، على الحكومة الشرعية في اليمن، والتي رفضت بنود هذه الورقة لمنحها صلاحيات واسعة للانقلابيين على حساب الحكومة الشرعية التي تتمسك بمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الأخير.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عادل العدوي، أن محاولات الغرب والأمم المتحدة طرح حل يصب في صالح الحوثيين على حساب تقديم تنازلات من قبل الحكومة الشرعية في اليمن، لن يلقى قبول المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ولن تقبله الحكومة اليمنية نفسها، لأنه يريد الإطاحة بالرئيس الشرعي عبد ربه هادي ويعطي السلطة لشخصية من الحوثيين بما يحقق رغبة الحوثيين وأطاعمهم في البلاد بشكل خاص، وتحقيق رغبة إيران بشكل عام، بأن تستولى على السلطة في اليمن من خلال الانقلابيين الحوثيين.
وأوضح السفير عادل العدوي في تصريحات لـ24، أن أي اقتراحات ستخرج عن الإطار المخصص لحل الأزمة من خلال المخرجات الثلاث ستكون مرفوضة بشكل تام ونهائي من قبل الحكومة اليمنية وقادة التحالف العربي، لأنهم يدركون جيداً خطورة سيطرة الحوثيين على السلطة، وما يعنيه ذلك من منح إيران السلطة في هذه المنطقة القريبة من الخليج العربي.
ورغم اعتذار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن التصريحات التي أطلقها قبل أيام، طالبت الأمم المتحدة الأطراف اليمنية المتصارعة بضرورة الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية، اعتباراً من أول من أمس الجمعة.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق: "نحن نرغب من جميع الأطراف الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية، ونعتقد أنها ستكون خطوة مرحباً بها إذا التزمت أطراف الأزمة بذلك الاتفاق".