السرّية تحيط لقاءات "ولد الشيخ" والخلافات تعصف بالحوثيين وصالح
لليوم الثالث على التوالي، لا تزال لقاءات المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مع وفد الانقلابيين في العاصمة صنعاء، محاطة بالسرية، فيما ظهرت بوادر خلافات بين جماعة الحوثي وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يترأسه المخلوع علي صالح، على خلفية ترتيبات عسكرية وتباينات سياسية بين الفريقين.
وأكدت مصادر في العاصمة اليمنية لـ"العربي الجديد" أن ولد الشيخ، الذي وصل إلى صنعاء الخميس الماضي، لا يزال يجري مباحثات مع وفد الانقلابيين المفاوض حول تعديلات وملاحظات مقترحة على "خريطة الطريق" التي قدمتها الأمم المتحدة كمشروع لحل سلمي في البلاد والتي أعلنت الحكومة رفضها، فيما اعتبرها الانقلابيون "أرضية ممكنة للنقاش" وقدّموا عليها ملاحظات جوهرية.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن المبعوث الأممي يشدد على الأطراف بضرورة عدم التحدث للإعلام عما يدور في اللقاءات، وذلك ما حصل بالفعل منذ وصوله إلى العاصمة؛ إذ لم تصدر عنه بيانات عن أي الأطراف توضح طبيعة اللقاءات باستثناء ما أشار إليه المبعوث الدولي في البيان الخاص بوصوله.
وشهدت صنعاء، اليوم السبت، وقفة احتجاجية لمناصرين للحوثيين أمام مقر إقامة المبعوث الأممي في "فندق شيراتيون"، اتّهموه خلالها بـ"عدم الحياد"، فيما طالبه بعضهم بالرحيل.
في غضون ذلك، ظهرت مؤشرات خلافات بين الحوثيين وأنصار صالح، إذ أعلن الأخير، يوم الجمعة، الترحيب بخريطة الطريق الأممية، مع تقديم ملاحظات عليها، واعتبارها "أرضية جيدة للنقاش"، فيما لوّحت وسائل إعلامية تابعة للحوثيين باتهامات لفريق صالح بعرقلة "تشكيل حكومة"، وهي الخطوة التي من شأنها أن تمثّل رفضاً ضمنياً (من جانب الحوثيين) لمبادرة المبعوث الدولي، التي يحاول من خلالها الوصول إلى حكومة وحدة وطنية بمشاركة مختلف الأطراف.
وتحت عنوان: "حكومة الإنقاذ.. بين المصلحة الوطنية العليا والمصالح الضيقة"، نشرت قناة "المسيرة" الرسمية التابعة للحوثيين، السبت، تقريراً يتحدث عن عراقيل تواجه تشكيل "حكومة الإنقاذ"، التي كلف "المجلس السياسي"، المؤلف بالمناصفة بين الحوثيين وحزب صالح، عبد العزيز بن حبتور بتشكيلها، كخطوة أحادية الجانب من الانقلابيين.
وقالت القناة إنه "ورغم مرور نحو مائة يوم على تشكيل المجلس الأعلى، وأكثر من شهر على تكليف بن حبتور؛ إلا أن الحكومة لم ترَ النور لحد الآن، رغم أن الرئيس صالح الصماد (رئيس المجلس السياسي) قال أيضاً، في مقابلة تلفزيونية، السبت الماضي، إنه مع قدوم السبت القادم (اليوم) ستكون الحكومة قد تشكلت، وهو ما يؤكد أن هناك عراقيل توضع أمام تشكيلها".
وجاء تقرير القناة الفضائية التابعة للحوثيين بالتزامن مع حملة شنها ناشطون وإعلاميون مقربون من الجماعة ضد صالح وحزبه، واتهموهما خلالها بعرقلة "تشكيل حكومة الإنقاذ".
من جانب آخر، تصاعدت الخلافات، أخيراً، بين شريكي الانقلاب، على خلفية أزمة تعيين قائد جديد لقوات الحرس الجمهوري المعروفة بالولاء لصالح، خلفاً لقائدها الذي قُتل في القصف على القاعة الكبرى مطلع الشهر الماضي، اللواء علي الجايفي.
ووفقاً للمعلومات التي يتداولها أنصار الفريقين؛ فإن الحوثيين يسعون لفرض عبدالخالق الحوثي، شقيق زعيم الجماعة، لقيادة هذه القوة، التي كانت الأقوى في الجيش اليمني، وتتعرض معسكراتها لاستهداف مستمر من مقاتلات التحالف، وفي المقابل، يتهم الناشطون الحوثيون فريق صالح، بالسعي لتعيين نجل شقيقه، طارق صالح، والذي كان قائداً للحرس الخاص سابقاً.