تفاصيل مشروع قرار بريطاني لايقاف الحرب في اليمن
بريطانيا تعلن عن اتصالات حثيثة لطرح مشروع قرار على طاولة مجلس الامن الدولي بشأن اليمن خلال الايام المقبلة.
مندوب بريطانيا الدائم لدي الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت قال في تصريحات للصحفيين الثلاثاء ان مشروع القرار يحتوي على أربع نقاط أساسية تتعلق بوقف الأعمال العدائية، ودعم خارطة السلام التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكافة المناطق داخل البلاد، والتحقيق في جميع المزاعم الخاصة بانتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وأعرب السفير البريطاني عن أمله في أن يحظى مشروع القرار بدعم كل أعضاء مجلس الأمن البالغ عددهم 15 عضوا.
وكان مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، طلب من القوى الكبرى في مجلس الامن الدولي الاثنين، الضغط على المتحاربين من اجل وقف فوري للأعمال القتالية والقبول بخارطة طريق اممية جديدة للسلام، رفضتها اطراف النزاع اليمني هذا الاسبوع.
واوضح مبعوث الامم المتحدة في احاطة الى مجلس الامن الدولي، ان خطته ترتكز "على إنشاء لجان عسكرية وأمنية تشرف على الانسحابات وتسليم الأسلحة في صنعاء والحديدة وتعز، كما ستعنى هذه اللجان بمهمة ضمان إنهاء العنف العسكري والإشراف على سلامة وأمن المواطنين ومؤسسات الدولة".
وتتطرق الخطة حسب المبعوث الاممي، كذلك إلى "مجموعة إجراءات سياسية انتقالية تشمل مؤسسة الرئاسة بما في ذلك تعيين نائب رئيس جديد وتشكيل حكومة وفاق وطني لقيادة المرحلة الانتقالية والإشراف على استئناف الحوار السياسي وإكمال المسار الدستوري ومن ثم إجراء الانتخابات".
وقال انها تشكل" نواة حل شامل يمكن التوصل إليه قريبا في حال تصرفت الاطراف بحسن نية وقدمت تنازلات".
واصطدمت خطة المبعوث الاممي برفض صريح من الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، وتحفظ كامل من الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي.
وفيما اعتبر الرئيس اليمني ان خارطة الطريق الاممية "تشرعن للانقلاب" و" لمزيد من الاقتتال وليس السلام "، قال تحالف الحوثيين والرئيس السابق انها تغفل "جوانب جوهرية وأساسية للحل وفي مقدمتها وقف الحرب الشامل والكامل والدائم براً وبحراً وجواً ورفع الحصار البري والبحري والجوي، ناهيك عن تجاهل الجانب الاقتصادي والإنساني".
وفي تصعيد سياسي جديد اكد تحالف الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الثلاثاء المضي في اجراءاته الاحادية بتشكيل حكومة موازية في صنعاء خلال الايام المقبلة، بعد يوم من احاطة مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد أمام مجلس الأمن الدولي التي قالوا انها "اظهرت عدم تمتع المبعوث الاممي بالحيادية التامة".
واعلن المجلس السياسي لتحالف الحوثيين والرئيس السابق، امس الثلاثاء استكمال المشاورات حول تشكيل حكومة "انقاذ وطني" تمهيدا لاعلانها خلال الايام المقبلة بعد "التوافق على بعض الخطوات".
وكان مبعوث الامم المتحدة حذر الاثنين من تداعيات مضي الاطراف في اجراءات احادية من هذا النوع، على مسار السلام في اليمن.
وشن حلفاء صنعاء في بلاغ انتقادات شديدة اللهجة لما جاء في إحاطة المبعوث الاممي أمام مجلس الأمن الدولي.
وقال المجلس السياسي لتحالف الحوثيين والرئيس السابق، ان احاطة ولد الشيخ احمد، تضمنت "مغالطات واظهرت عدم تمتع المبعوث الاممي بالحيادية التامة وبخاصة ما اورده حول مزاعم استهداف القوى الصاروخية لمكة المكرمة".
من جانبه قال رئيس الوفد المفاوض لجماعة الحوثيين محمد عبد السلام، ان احاطة المبعوث الدولي امام مجلس الامن، تقدم غطاء جديدا لما وصفها بـ"دول العدوان".
وقال عبد السلام ان الموفد الاممي "تبنى على نحو فج اكاذيب النظام السعودي" في اشارة الى ادانة ولد الشيخ احمد للهجوم الصاروخي المنسوب للحوثيين وقوات الرئيس السابق على منطقة مكة المكرمة.
ومن شأن هذا التصعيد ازاء دور الوسيط الدولي، ان يصعب من مهمة هذا الاخير الذي ينوي العودة الى صنعاء مجددا خلال الايام المقبلة للتشاور حول خطته المعلنة لحل الازمة اليمنية.
وفي السياق جددت قوات التحالف الذي تقوده السعودية تأكيدها على ان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح "لن يكون جزءا من الحل في اليمن".
و قال المتحدث باسم قوات التحالف اللواء أحمد عسيري، في تصريحات صحفية "لا يقلق صالح حاليا إلا حول التفاوض بشأن مصيره الشخصي ومصير اسرته ".
واكد انه "لن يكون جزءا من الحل اليمني لأنه جزء من المشكلة والشعب اليمني أخرجه من السلطة وأعلن موقفه منه" وفق تعبيره.
وبالتوازي مع هذا التصعيد السياسي، تواصلت المعارك عنيفة وتبادل القصف المدفعي والصاروخي بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية على مختلف الجبهات، فيما شن الطيران الحربي سلسلة ضربات جوية تركزت على محيط العاصمة اليمنية ومحافظات صعدة والحديدة والجوف وتعز.
وقالت مصادر اعلامية حكومية ان مواجهات ضارية دارت بين الطرفين في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة، حيث تدخل الطيران الحربي باستهداف مواقع وتجمعات للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في منطقة بني بارق، حوالى 50 كم شرقي صنعاء.
وذكرت تلك المصادر ان مدفعية القوات الحكومية كثفت ضرباتها على مواقع الحوثيين في مزارع الخضراء في جبهة ميدي بمحافظة حجة، عند الشريط الحدودي مع السعودية.
الى ذلك قال المركز الاعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابعة للقوات الحكومية ان عشرات القتلى من الحوثيين سقطوا بغارات لطيران التحالف العربي، استهدفت عربات عسكرية في مديرية مستبأ شمالي محافظة حجة.
على ذات الصعيد، قالت وكالة الانباء الحكومية ان حلفاء الحكومة تمكنوا من استعادة مواقع جديدة في منطقة الاقروض جنوبي مدينة تعز.
كما دارت معارك شرسة في جبهة الشقب بجبل صبر شرقي مدينة تعز حيث يقول الحوثيون قوات الرئيس السابق انهم استعادوا خمسة مواقع استراتيجية بعد يوم من سيطرة القوات الحكومية عليها.
كما تواصلت المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين في جبهة الصلو جنوبي شرق مدينة تعز، وسط انباء عن نزوح عشرات الاسر بعيدا عن مناطق النزاع .
في الاثناء قالت مصادر اعلامية موالية للحكومة ان مروحيات الاباتشي التابعة لقوات التحالف باغتت الحوثيين بهجوم على ميناء المخا الاستراتيجي على البحر الاحمر غربي محافظة تعز .
وافادت تلك المصادر ان الهجوم تركز على الميناء ومعسكر القطاع الساحلي.
وشنت مقاتلات التحالف غارات جوية عنيفة على مواقع للحوثيين في مدينة الحديدة غربي اليمن، ودمرت جسرا حيويا في وادي عيان الرابط بين مديريتي الزهرة والقناوص شمالي المدينة الساحلية على البحر الاحمر.
كما ضرب الطيران الحربي في مديريات سحار ومنبه وباقم والظاهر ورازح عند الحدود مع السعودية في محافظة صعدة شمالي البلاد.
وشنت القوات البرية السعودية قصفا مدفعيا وصاروخيا على مديريتي شدا والظاهر الحدوديتين، فيما اعلن الحوثيون اسقاط طائرة استطلاع تابعة لقوات التحالف في منفذ علب بمنطقة عسير جنوبي السعودية.
واغار الطيران على مديرية المصلوب غربي محافظة الجوف، حيث قال حلفاء الحكومة انهم صدوا هجوما للمقاتلين الحوثيين وحلفائهم، بعد معارك استمرت لساعات جنوبي المديرية، اسفرت عن مقتل 5 من المهاجمين، وعنصر من القوات الحكومية واصابة اربعة اخرين.