هل باتت صعدة تحت مرمى نيران قوات الشرعية؟
باتت القوات الموالية للشرعية تفرض طوقاً على العاصمة اليمنية صنعاء من عدة محاور، في حين أن صعدة معقل المتمردين الحوثيين، أصبحت تحت مرمى نيران القوات الحكومية.
وبالنظر إلى الخريطة، يتبين أن بلدة حرف سفيان ودماج وأجزاء واسعة ومهمة من صعدة تحت مرمى نيران القوات الموالية للشرعية، خاصة عقب تحرير بلدة الغيل في الجوف التي كانت تعد معقلاً رئيساً للانقلابين في المحافظة.
ويعتقد خبراء عسكريون، في تصريحات لـ 24، أن صعدة باتت تحت مرمى نيران القوات الموالية للشرعية، شريطة أن تكون هناك جدية من بعض القوى اليمنية التي يتبعها فصيل مهم من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأكد قادة عسكريون في الجيش الوطني أن تحرير بلدة الغيل في الجوف التي كانت معقلاً رئيسياً للميليشيا، باتت سالكة إلى صعدة معقل المتمردين الحوثيين.
تدريبات خاصة
وأشار القادة الذين شاركوا في الحروب الستة بين القوات الحكومية والمتمردين خلال الأعوام 2004- 2009 إلى أن عبدالملك الحوثي زعيم الحركة المتمردة والمدعومة من إيران قاد التمرد والانقلاب على الحكومة الشرعية من كهف في بلدة مران بصعدة.
وعلى الرغم من الغارات المكثفة التي شنها طيران التحالف العربي على معاقل الانقلابين في صعدة، إلا أنه بات من المؤكد أن عبدالملك الحوثي يعيش في غار محصن في أحد الكهوف، فيما تؤكد مصادر عسكرية رفيعة وجود خبراء إيرانيين قرب زعيم المتمردين هم من يديرون المعارك والعدوان العسكري على الشعب اليمن.
وأكدت قائد عسكري رفيع شارك في الحرب بصعدة العام 2004 لـ24 أن “عبدالملك الحوثي الذي نصب زعيماً للجماعة خلفاً لحسين بدر الدين الحوثي وتلقى تدريبات مكثفة على يد مدربين إيرانيين، من بينها تدريبات حول كيفية إلقاء الخطابات الجماهيرية”، مشيراً إلى أن الخبراء الإيرانيين صنعوا من عبدالملك الفتى الشاب حسن نصر الله آخر في الخطابة”.
وكشف القائد الذي طلب عدم نشر أسمه أن “الخبراء الإيرانيين كانوا يذهبون إلى صعدة بعلم المخلوع علي عبدالله صالح، الذي انكشف تحالفه معه الحوثيين عقب الانقلاب”.
وأكد أن “ميليشيات الحوثي كانت تتلقى دعماً عسكرياً من صالح، وأكد ذلك الرئيس هادي في تصريحات أخيرة له أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية”.
وكشف هادي في مقابلة تلفزيون أن “صالح كان يقدم أكثر أسلحة للحوثيين أكثر من الأسلحة والذخائر التي يمد بها القوات الحكومية”.
الطريق إلى صعدة
ويؤكد خبير عسكري يمني، أن الطريق إلى صعدة بات سالكاً، لكن بشرط أن تكون هناك جدية في الحسم العسكري.
وأوضح العميد ناصر الفضلي في تصريح خاص لـ24 أن “المسألة ليست تكمن في الطريق السالكة إلى صعدة، بل تكمن في المصداقية”، متسائلاً “هل هناك فعلاً نوايا صادقة إزاء تحرير أقصى الشمال اليمني، أم أن كل هذه هي مناورات واستنزاف للتحالف العربي؟”.
واعتقد الفضلي أن “هذا يقودنا إلى وجود النية الصادقة إذا ما توفرت النوايا الحسنة والصادقة فلن يتأخر التحرير ولكن من خلال تجربتنا ومعرفتنا بإخواننا في الشمال فإنهم غير جادين في تحرير بلادهم وكلما هنالك هو استنزاف للتحالف ليس إلا، هذا هو رأيي الشخصي فمتى ما وجدت النوايا الصادقة فسيتم تحرير الشمال في أسرع وقت”.
وأكد الفضلي أن “الجدية هي من تعجل بالحسم العسكري، خاصة في ظل خطوات التحدي التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية ومنها تشكيل حكومة للانقلابيين، وخطوات التصعيد التي يقومون بها في عدة جبهات وإجبار سكان صنعاء على دفع أموال لهم بحجة رفد خزينة البنك المركزي الذي نقلته الحكومة الشرعية إلى عدن”.
طوق على صنعاء وصعدة
وبالنظر إلى التواجد العسكري للقوات الحكومية اليمنية، فإن صنعاء وصعدة باتتا تحت الحصار، حيث تتواجد قوات في ساحل ميدي بحجة غرب العاصمة اليمنية ومحافظة صعدة، في حين أن محافظة الجوف التي باتت محررة تربط حدودها مع صعدة اليمنية من الشرق، في حين أن القوات الموالية للشرعية باتت تتواجد في تخوم بلدة صرواح التي تدور فيها معارك متقطعة وبلدة نهم الأخرى التي تقع على مشارف العاصمة اليمنية.
وترجح خارطة العمليات العسكرية الأفضلية للشرعية، في ظل انهيار الكثير من الجبهات للانقلابيين وانعدام السيولة المالية جراء نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.
لكن، ما بات يثير مخاوف الحكومة الشرعية، هو الدور المشبوه لإخوان اليمن، حيث أن جزء من الجماعة بات يؤيد وبشكل علني الانقلابيين، باعتراف قيادات إخوانية، حيث يؤكد القيادي الإخواني خالد الأنسي، أن “أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مؤسس إخوان اليمن تصالحوا مع المخلوع صالح والحوثيين”.
واتهم الأنسي في تصريحات له، حميد الأحمر الزعيم الإخواني ورجل الأعمال، باعتقال القيادي محمد قحطان المختفي قسرياً منذ أكثر من عام.