الروبوتات قادمة.. رحبوا بها
لا تصدق المخاوف من أن الآلات ستجعل البشر عاطلين عن العمل، فالتقنية تخلق من الوظائف أكثر مما تدمر، هذا ما يراه الكاتب آندي كيسلر في مقاله المنشور بموقع وول ستريت جورنال.
يقول الكاتب إن محللين في شركة مورغان ستانلي تنبؤوا الأسبوع الماضي، مستندين إلى بيانات من دراسة لجامعة أوكسفورد، بأن تتولى الآلات نصف الوظائف في الولايات المتحدة خلال العقدين المقبلين.
فالسيارات الذاتية القيادة، والنادل الآلي، والملابس التي تطوي نفسها، والروبوت الذي يقطف التفاح من الأشجار، والروبوتات التي تكتب -بحسب ما يقول محررون في وكالة أسوشيتد برس- آلاف المقالات سنويا نيابة عنهم، كلها أدلة على ذلك.
ووفقا لدراسة أجرتها جامعة ستانفورد سنة 2013 فإن بعض روبوتات المصانع تكلف حاليا ما يعادل أربعة دولارات في الساعة، وهذه التكلفة تواصل هبوطها.
كل هذه الدلائل قد تشير إلى أننا نتجه إلى مستقبل بدون وظائف بشرية، وأن الآلة انتصرت على الإنسان، لكن ليس هذا واقع الأمر وفقا للكاتب كيسلر الذي يرى أن التقنية توجد وظائف أكثر مما تدمر.
فهو يرى أن محركات البخار ربما تكون قضت على العديد من الوظائف -خاصة وظائف سائسي الخيل- لكنها في المقابل تسببت في انفجار في الصناعة وأوجدت وظائف لم يكن أحد يتصورها وأدت إلى الثورة الصناعية.
وربما تكون السيارات قضت على العربات لكنها صنعت مئات ملايين من الوظائف الجديدة، كما أنهى الحاسوب وظائف التصميم اليدوي للمجلات والصحف إلا أن وسائل الإعلام حاليا لم تكن لتوجد بدون "مايكروسوفت أوفيس"، وفقا للكاتب الذي يرى أن التقنية تقوي البشر بدلا من أن تستبدلهم.
كما يقول إنه حتى العمال الصينيين يجب أن لا يخشوا الروبوتات، وذلك لأن الطلب العالمي على السلع المصنعة سيغمر الاقتصاد الذي تقوده الروبوتات، فهذه الروبوتات ستحل المشاكل اللوجستية التي تلوح في أفق الصين، وفقا لكلامه.
وبشكل عام يرى الكاتب أن الوظائف التي يمكن للروبوتات أن تستبدلها ليست بوظائف جيدة في المقام الأول، وأن البشر سيظلون متفوقين بسبب عقولهم، وأن العمال تعززهم الآلات ولا تستبدلهم مثل مندوبي المبيعات الذين يستخدمون خرائط غوغل، وسماسرة العقارات الذين يستخدمون خرائط ثلاثية الأبعاد للمنازل، والنجارين الذين يستخدمون شريط الليزر للقياس، والأطباء الذين يستعينون بالروبوتات لإجراء الجراحة، وغير ذلك.
وقد يتخلف بعض الناس عن مجاراة التقنية، لكن بما أن المجتمع يصبح أكثر ثراء فإنه يمكن مساعدة هؤلاء للحاق بالركب -وفقا للكاتب- من خلال تحسين نظام التعليم، وتدريس أساسيات علم الحاسوب في وقت أبكر، وتوفير تعليم مستمر بشأن كيفية التأقلم مع التقنية المتغيرة وتبني هذه الأدوات الجديدة.