تعليم الذكاء للأطفال

الأحد 06 مارس 2016 03:33 مساءً الشرق نيوز - متابعات :

تشكو كثير من الأسر من أن ابناءهم الذين يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء في الدراسة لم يستطيعوا تحقيق النجاح المتوقع في الحياة العملية, وكذلك في علاقاتهم الاجتماعية, ويعتبر البعض أن السبب هو سوء الحظ, لكن ما هو التفسير العلمي؟ وما هو الحل?
توضح د. حنان شوقي عبدالعزيز استاذ رياض الاطفال بكلية التربية النوعية جامعة بنها أن تعثر بعض الأذكياء في التفاعل مع المجتمع أو النجاح في الحياة العملية يرجع الي عوامل عديدة يطلق عليها مهارات الذكاء الوجداني وهي مهارات مكتسبة يمكن تعلمها وتنميتها بعكس الذكاء بمفهومه العام الموروث.

وتضيف أن الذكاء الوجداني يمكن تعليمه للأطفال عن طريق الدروس الوجدانية لتدريبهم علي تعزيز الثقة بالنفس, وتعليم الطفل كيف يكبح ميله إلي التصرف الخطأ ومدي قدرته علي التحكم في ردود افعاله والالتزام بالتوجهات, وطلب المساعدة, فقد أكدت الدراسات والأبحاث الحديثة أن المنظومة الوجدانية في تركيبة الانسان معقدة وشديدة المقاومة للتغيير, وهي تحدد معالم الشخصية الانسانية منذ سن مبكرة, فالفرد الذي يتمتع بدرجة مرتفعة من الذكاء الوجداني يعبر عن شخصية متزنة قادرة علي تحمل المسئولية, ومتوافقة وقادرة علي فهم الآخرين وحل المشكلات وضبط النفس في مواقف الصراع والاضطراب و اتزان المشاعر والسلوك, وكلها عوامل مساعدة لتحقيق النجاح في الحياة,

ومن هنا جاءت أهمية تنمية الذكاء الوجداني عند الاطفال, وتدريبهم علي إقامة علاقات سليمة مع رفاقهم وأصحابهم, والعمل علي اتساع قاعدة علاقاتهم الاجتماعية, وعدم انعزالهم وانطوائهم في مجتمعهم الكبير, من خلال تنمية تفاعلهم مع الكبار المحيطين بهم وعلي رأسهم أولياء الأمور, ومعلمة الروضة, وهم من يجسدون المجتمع الأول لتفاعل الطفل.
فمن خلال العمل المشترك والانشطة المشتركة تظهر العديد من الاخطاء في فترة مبكرة من عمر الطفل تتيح له أن يعرف قدره وقدراته, ويتلمس مكانه ومكانته, فالمشاركة تعد الآلة التربوية الاساسية لبناء الشخصية الاجتماعية القادرة علي تحمل المسئوليات التي تحقق له النجاح في حياته المستقبلية العملية,

فمعظم الكتابات التربوية تؤكد ان الأطفال الذين يشاركون في الانشطة المدرسية يتمتعون بقدرة اكبر علي الانجاز الأكاديمي, ويتمتعون ايضا بروح قيادية وثبات وجداني, وتفاعل اجتماعي, وانهم يملكون القدرة علي اتخاذ القرار والمثابرة عند القيام بأعمالهم, وبالتالي يصبحون الأكثر نجاحا في حياتهم العملية مقارنة بأقرانهم الأذكياء بالوراثة