ما أجملك يا طفلي أجدني أُعلم نفسي و أُهذبها قبل أن أعلِّمُك

الأحد 06 مارس 2016 03:18 مساءً الشرق نيوز - متابعات :

ما أجمل عالم الطفولة و ما أجمل تلك المخلوقات الصغيرة التي تأسرك بخفة حركاتها و عذوبة ألسنتها
أبناؤنا هبة الرحمن و عطيّة المنّان فلك الحمد ربي عليهم
إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض
لكن سبحان الله مع حلاوتهم كثيراً ما تجد الأم نفسها تقف حائرة ( أو عاجزة ) أمام كيفية التصرف الصحيح في موقف ما !
فهم ( أي الأطفال ) يتعبون والدتهم ( أصلحهم الله ) بحلاوتهم  و شقاوتهم
أحببت يا أخواتي في هذا الموضوع أن أطرح بإذن الله طرق تربوية طبقّتها و اقتنعت بجميل أثرها
و لا يعني ذلك أنها هي الصواب و غيرها الخطأ ! و لكن لنقول بأنها (( إضااافة تربوية نافعة بإذن الله ))
---------

غالباً ما تحرص الأم على أن يكثر طفلها من استخدام الكلمات المهذبة
وهي ما تسمى بالإنجليزية ( Magic words ) الكلمات السحرية لما لها من وقع في النفس و الإشعار بالإحترام للآخر.
و في الصحيح ( إن من البيان لسحرا ) وهنا فيه حثّ لإختيار اللفظ و انتقاء الكلام ، لذا مهم جدًا غرس 'استعمال الكلمات المنمّقة المهذبة ' في نفس الطفل ، فما الحل السهل !
>> عندما تعرفت على إحدى صديقاتي في بلاد الغربة ، و هي إنسانة ذات أخلاق راقية - ثبتها الله- ، أثار انتباهي عندما نادت ابنها الصغير ليحضر لها كأساً من الماء قائلةً له : ..... لو سمحت أحضر لي كوبًا من الماء !
^ لاحظت …
بأنه لكي تغرسي في نفس طفلك أي كلمة رائعة ، عليك 'أنت' أن تخاطبيه بها 'أولاً' قبل أن تطالبيه بقولها .
1- فَلَو أخطأتِي عليه أو تسببت له بألم بدون قصد ، بادري مباشرة دون تردد بقول " آسفة "
2- لو أردتي طلب شيئ ، لا مانع من قول " لو سمحت احضر لي كذا " و بيني أنه لتعليمه الأدب أنت تقولين له ذلك ، و هو من باب البر بك عليه تنفيذ الأمر
3- لو خدمك بشيء نتبعه بِ " شكرًا "
* كوننا مسلمين فإننا قد نفضل استخدام الأدعية عوضًا عن تلك الكلمات كقول " بارك الله فيك اعمل لي كذا ..."
" الله يرضى عنك يا بنتي " و هكذا ،، المهم إشعارهم بردّة فعل توضح بأن جهدهم محلّ تقدير و احترام
------------

عندما يريد الطفل شيئاً ما من والدته أن تفعله أو تعطيه إياه فإنه قد يلجأ للبكاء و الصراخ ، اعتراضًا على رفضها، و كوسيلة للضغط عليها لتنفذ طلبه .
>> في الروضة البريطانية و في أول الأيام للتسجيل يطلب من الوالدة بأن تكون متواجدة في المكان الذي يوجد به طفلها و لكن تكون مستريحة على كرسي جانبي ، و ذلك ليشعر بالأمان ،،
و بعد يومين تقريبًا يُطلب منها بأن تذهب 'لغرفة الآباء' parent's room للانتظار هناك ، حيث يتم استدعاءها في حالة انهار الطفل بالبكاء و طلب رؤية والدته/ والده ،، و هكذا حتى يتم الأسبوع الأول بهدوء و استقرار نفسي للطفل.
> الشاهد في الموضوع،، هو أن إحدى الأخوات عندما أحضرت طفلها في اليوم الأول / أو الثاني كانت تحمل في حقيبتها 'بسكويته المفضّل ' لتعطيه لإبنها في أثناء تلك الفترة ،،
تحكي لي قائلة : ناولت ابني بسكوته عندما حضر ناحيتي ، ليفرح و يكمل اللعب مع الأطفال ، و لكنّي تفاجأت بردّة فعل المعلمة المسؤولة بقولها : ( لا ، غير مسموح له الآن بذلك !!! ) و أخذت البسكوت و رفعته في مكان عالي عن يده .
تقول أخذ طفلي يبكي يريد تلك القطعة و لكنها لم تزل مصرّة على رأيها بأنه لن يحصل عليه الآن ،، بكى قليلًا لكنه توقف عن البكاء و ذهب ليشارك الأطفال اللعب بصحبة معلمته.
^ لاحظت ...
بأن المربّي لو أظهر رأيه ' في حالة الرفض ' و أصرّ على توضيح ذلك للطفل ،، مع شرح مبررات له - إن أمكن في كثير من الأوقات - و كل ذلك بهدوء أو حتى بنبرة حادة نوعًا ما - طبعًا يعتمد على عمر الطفل و هل سبق المنع من ذلك الشيء أو لا - ،، فإنه غالبًا سيهدأ و يستسلم للأمر.
و هنا أهمس لكل مربيّة ،، عليك غاليتي بالتحلي بالصبر ، فطالما أخبرتي طفلك بأنه لا يمكن الحصول على ذلك الأمر ،، فهذا يعني أنه لا يمكن الحصول عليه !
فَلَو رضختي لطلبه بعد نوبة بكاءه فهنا يستشفّ الطفل بأنه كلما رفضتي شيء سيلجأ هو للحصول عليه عن طريق البكاء أو الامتناع عن الطعام أو أي ردة فعل اعتادها للضغط عليك ،، فانتبهي من الذكيّ الصغير لا يغلبك !
و إن اشترطتي عليه شيء فكوني عند شرطك ، مثلاً سأعطيك ما تريده بعد أن ترتب غرفتك ،، فهذا يعني عليه أن ينجز ليحصل ،، و حاولي التغاضي عن بعض التقصير ، فالقصد التربية و التهذيب و ليس التعنّت و التعقيد لهم.
ههههه إذاً علينا أن نتعلم نحن الصبر و الهدوء في ردّات فعلنا ، قبل أن نطالبهم بالصبر و الهدوء في ردّات فعلهم .
---------

تمرّ أوقات - هنا أتحدَّث عن من أكرمها الله بأكثر من طفل - تشعرين بأن حالة التوتر و القلق قد زادت بشكل كبير.
فقد يكون بين الإخوة شجار ، صراخ ، تكرر شكوى ، استفزاز للآخر ، عدم احترام ، تلفّظ بألفاظ نابية ، عصيان أوامر .... و غيرها
^ لا حظت ...
بأن الحالة المزاجية للأمّ تنعكس بشكل كبير على محيط الأسرة ، و الأبناء دائمًا - هم في وجه المدفع !
طبعًا العلاقة الزوجية ' كلما كانت أكثر استقرارًا سبحان الله ينعكس على الأبناء ،،
فمن الطبيعي حتى الأم تكون أكثر عطاءً و إيجابية في تلك الفترة مقارنة بفترة المشاكل الزوجية..
كما أن الموازنة في الاهتمام بهم يخفف من مشاعر الغيرة بين الإخوة ..
بالإضافة إلى أن عدم إشغال الأبناء بأنشطة مفيدة تفرّغ طاقتهم ، تجعلهم يميلون لتفريغ تلك الطاقة بإستفزاز أحدهم للآخر .
---------

في كل مرحلة عمرية نجد بأن الطفل بحاجة لأن ننمي فيه سلوك جديد ،، سواءً كان ذلك من أمور الدين أو الدنيا.
> طبعًا ديننا منحنا أجمل طريقة و هي محببة للنفس و تتوافق مع كوننا بشر ، نحتاج لوقت طويل لنبني عادة جديدة فينا ، أو لنقاوم عادة سلبية فينا ،، ألا وهي ' التدرج في بناء السلوك '
فكل عادة - هي عبارة عن سلوك و فعل قمنا بتكراره -- ومع التكرار أصبح عادة.
سبحان الله الآن الصلاة و هي ركن من أركان الدين ، يُرغّب الطفل لها و هو في عمر السبع - و لا يُعاقب على إهمالها إلا بعد مرور ثلاث سنوات من ' الترغيب و التشجيع و التدرج و و و '
لو جعلت كل أم هذه القاعدة في ذهنها بأن كل سلوك يحتاج إلى ' توجيه بطريقة محببة للنفس صبر منك لأنه يحتاج للوقت الكافي' حتى تنغرس تلك القيمة و ذلك السلوك في نفس طفلك لما استعجلنا و تعصّبنا كثيرًا و لما بدأنا بإلقاء كلمات السب و النقد اللاذع للأبناء ..
^ لاحظت ...
بأن الوعي الكافي بالطريقة السليمة لمعالجة أي سلوك التدرج مع الطفل ، و إعطاؤه الوقت الكافي
من الأمور التي تخفف من توتر الأم و تزيد من نجاح العملية التربوية للأبناء.
اذكر مثال بسيط - مرحلة فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية
بعض الأمهات قد تستعين بدهن ثديها بشيء طعمه غير محبب للطفل - ليكره الطعم فينفر - و بحول الله ينجح الأمر!
لكن
قد يكون هناك بديل أيضًا عن ذلك بأن تتدرجي بالفطام -
1- فحددي مثلاً العمر المناسب لفطام طفلك
2- ثم أعطي لنفسك و لطفلك مهلة للتدرج و ذلك قبلها بفترة كافية - لِتَكُن ثلاث شهور مثلاً
3- خلال هذه الفترة تبدأ عدد مرات الإرضاع تتناقص بشكل متباعد - حتى تصلي مثلاً للإرضاع مرات معدودة خلال الأسبوع ... و هكذا بإذن الله سيكون الموضوع مريح لك و لطفلك .
---------



مهلاً ،، أظنّ أني غفلت عن شيء مهم !!
هل لاحظتم مثلي !!
أين أثر الدعاء و طاعة الوالدين على الأبناء و حُسن تربيتهم !!
جعلته في الختام ليكون الختام مسك
فعلاً لاشيء يوازي الدعاء بجمال أثره و حلاوة نتائجه ،، فعندما ندعو خالقنا الذي أكرمنا بأبنائنا ' كأمانة بين أيدينا' نحن نظهر له سبحانه فقرنا إليه و حاجتنا لأن يمدنا بالعون على حُسن تربيتهم ،،
و هناك الكثير من القصص الرائعة و المحفّزة التي بينت لنا أثر الإستجابة لدعاء الوالد لولده
و في الحديث : (ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر) .
و في ديننا ما يحثنا على ذلك الكثير الكثير من الأحاديث و الآيات القرآنية ،، ذكر الله سبحانه في القرآن بأكثر من موضع بأن أنبياء الله - عليهم الصلاة و السلام- كانوا يدعون بصلاح الذرية ( رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) ،،
و هم قدوتنا في ذلك ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) .
و كم من دعوة اُستجيبت ،، فكان الفرج و تبدل الحال للأحسن
المهم .. غاليتي الأم إياك ثم إياك بأن في لحظة غضب بأن تدعين على أبناءك ،، فهم أمااااانة بين يديك
و كثيراً ما نكون نحن معاشر الأمهات قد قصرنا في حُسن تربيتهم و تهذيبهم ، لكن صعب أن نعترف و نلقي باللوم و المسؤولية على أنفسنا ، و هنا يكون من السهل بأن نوجه اللوم و التهم للطفل بأنه سيّء الخُلُق و فوضوي و غير محترم و و و
و قائمة تطول من إلقاء اللوم و الشكوى و التذمر