محلي

اعلان سعودي عماني بشأن مفاوضات مسقط بشأن استحقاقات خارطة السلام في اليمن

الثلاثاء 02 يوليو 2024 06:01 صباحاً وطن نيوز - متابعات :

صدر اعلان سعودي وأخر عُماني، بالتزامن، عن المفاوضات الجارية في العاصمة العمانية مسقط، بين الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن استحقاقات "خارطة السلام في اليمن" الانسانية، وفي مقدمها اطلاق الاسرى على قاعدة "الكل مقابل الكل".

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إن "مشاورات تبادل الأسرى والمختطفين بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي تتواصل في العاصمة العمانية مسقط برعاية أممية لليوم الثاني، وسط تكتم شديد من الجانبين”. وأردفت نقلا عن مصادرها: إن «النقاشات مستمرة بوتيرة عالية بين الأطراف».

مضيفة: إنه «من المبكر الحديث عن نتائج في الوقت الحالي». واشارت الصحيفة السعودية، إلى "وفد الحكومة الشرعية شدد خلال اليوم الأول على طرح اسم السياسي اليمني المختطف محمد قحطان في صدارة النقاشات، ومن ثم الانتقال إلى صفقة شاملة على أساس مبدأ الكل مقابل الكل».

وتابعت الصحيفة قائلة: إن وكيل وزارة حقوق الإنسان، المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي، ماجد فضائل  كان قد توقع أن تستمر المشاورات نحو 10 أيام. مبيناً أن مطلب الوفد الحكومي يتمثل في «الإفراج الكلي عن الأسرى والمختطفين دون تمييز على قاعدة (الكل مقابل الكل)».

بالتوازي، كشف السياسي العُماني علوي المشهور عمّا سماه "وجود جدية لدى الأطراف لإحراز تقدم". وتوقع في مداخلة تلفزيونية الاثنين (1 يوليو) "حلحلة ملفي الاسرى والملفات المتعلقة بحياة الناس" في إشارة لرواتب موظفي الدولة المتوقف صرفها منذ سبتمبر 2016م.

وقال لقناة "المهرية" الفضائية: إن "إمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات يعتمد بشكل أساسي على مدى تجاوب أطراف النزاع في اليمن". مبديا تفاؤله بوجود فرصة كبيرة لاحراز تقدم كبير"على الأقل ملفات يمكن حلها، مثل ملف الأسرى والملفات المتعلقة بحياة الناس".

مضيفا: إن هذه الملفات المرتبطة مباشرة بمعيشة المواطنين كالرواتب وسعر صرف العملة المحلية "بها مظالم ويمكن معالجتها، وقد تتم بالتفاهم بين الطرفين". وأردف: "أن مختلف أطراف اليمن وحتى الأطراف الفاعلة في الحرب تدرك أنه لابد من نهاية لهذا النزاع".

وزف مجلس القيادة الرئاسي، الخميس، الى جميع اليمنيين في الداخل والخارج، بلا استثناء، اعلانا هاما وسارا، يبشرهم بانفراج كرب الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي، ومعالجة تداعياتها الكارثية وفي مقدمها استئناف صرف رواتب الموظفين وتصدير النفط والغاز وفتح الطرق والمطارات، واطلاق جميع الاسرى.

جاء هذا بعدما أعلن طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، موقفا مفاجئا للمراقبين من ترتيب السعودية لعقد جولة "مفاوضات حاسمة" في مسقط ودفعها بوساطة صينية لدى حزب التجمع اليمني للإصلاح لدعم تقارب القوى اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية.

وسبق الاعلان الرئاسي، اعلان الحكومة اليمنية المعترف بها، عن انفراج كبير في مسار مفاوضات السلام الجارية مع جماعة الحوثي الانقلابية، بوساطة سعودية وعُمانية، وأكدت مشاركتها في جولة مفاوضات تنعقد في مسقط، لحسم الاتفاق على استحقاقات المرحلة الاولى الانسانية والاقتصادية، من خارطة السلام، وفي مقدمها اطلاق الاسرى.

تزامن اعلان الحكومة مع تسريب دبلوماسيين ابرز مضامين تسوية المزمع اعلانها في جولة "مفاوضات مسقط" المقررة الاحد المقبل، كاشفين عن "قرارات جديدة لتسوية الأزمة اليمنية"، برعاية السعودية وسلطنة عمان، قالوا انها ستكون بديلة عن القرارات الدولية السابقة بشأن الازمة اليمنية، بما فيها المرجعيات الثلاث.

واصدرت المملكة العربية السعودية، الخميس (27 يونيو)، اعلانا هاما بشأن ما سمته جولة مفاوضات حاسمة في مسقط، لانجاز اتفاق انهاء الحرب واحلال السلام وبدء معالجة تداعياتها الاقتصادية والانسانية وفي مقدمها استئناف دفع رواتب الموظفين وتصدير النفط والغاز واطلاق جميع الاسرى وفتح الطرق والمطارات.

ورد هذا في الكلمة الافتتاحية لصحيفة "عكاظ" السعودية، وهي المنبر الاعلامي الثاني للنظام السعودي بعد صحيفة "الرياض"، في عددها الصادر الخميس (27 يونيو)، تحت عنوان "اليمن نحو تحقيق الاختراق"، بشرت فيه جميع اليمنيين بانفراج كبير للسلام في اليمن واستحقاقاته الانسانية والاقتصادية، ثم الاستحقاقات السياسية، ثم الامنية والعسكرية.

وقالت الصحيفة، في التمهيد للحدث المرتقب: "تتوجه أنظار الشعب اليمني (الأحد) القادم إلى العاصمة العمانية مسقط التي تحتضن مفاوضات إنسانية واقتصادية مهمة بين طرفي الصراع (الحوثي والشرعية) بعد نجاح الوساطة السعودية - العمانية في تقريب وجهات النظر وبرعاية أممية، ما يشكل اختراقا للوصول إلى سلام دائم وشامل انتظره اليمنيون كثيراً".

مضيفة: "لم يأت إعلان الطرفين التنسيق لفتح الطريق الرئيسي بين مدينة تعز (الشرعية) والحوبان شرق المدينة التي يسيطر عليها الحوثي، وكذلك طريق مأرب البيضاء، من فراغ بل جاء نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعُمانية بهدف تنفيذ قرارات التهدئة التي أقرتها الأمم المتحدة كخطوة لبناء الثقة بين الأطراف المتصارعة".

وتابعت صحيفة "عكاظ" في كلمتها الافتتاحية، قائلة: "إن الشتات الذي يعيشه الشعب اليمني إنسانياً واقتصادياً ومجتمعياً ليس في الداخل فحسب، بل تحولت عدد من عواصم الدول العربية إلى حاضنة للكثير من اليمنيين التواقين لوطن يسعد فيه الجميع وينتهي فيه استرخاص الروح الإنسانية ويطوون عقوداً من الحروب والأزمات والتشرذم والتفكك الأسري".

الصحيفة السعودية، شبه الرسمية، ألمحت لأول مرة الى تشكيل مجلس رئاسة موحد بين الشرعية وجماعة الحوثي لمرحلة انتقالية، بقولها: "ويعود الجميع إلى مجلس واحد وغرفة واحدة يناقشون فيها همومهم ويتبادلون فيها الآراء لبناء الدولة التي يتطلع إليها كل حر ومخلص لدينه ووطنه ليتم إعلاء المصلحة العليا للبلاد على المصالح الدنيئة والرخيصة".

واختتمت صحيفة "عكاظ" السعودية، المقربة من الديوان الملكي، كلمتها الافتتاحية بشأن جولة المفاوضات المرتقبة في العاصمة العُمانية مسقط، بقولها: "الشارع ينتظر اليمن الجديد الذي يجب أن يعود سعيداً بأبنائه وجيرانه المخلصين الذين يبذلون كل غال ورخيص في سبيل رأب الصدع وتوحيد اليمنيين على كلمة سواء والحفاظ على يمن واحد موحد".

يأتي هذا، بعد انسداد جهود احلال السلام في اليمن، إثر تطورات اندلاع معركة "طوفان الاقصى" في فلسطين والعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وحصاره الجائر المتواصلين للشهر العاشر تواليا، وتصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له، اميركا وبريطانيا.

ويُرجع مراقبون هذه التطورات، إلى تصاعد حدة التهديدات الحوثية للسعودية مؤخرا، إثر فتور بين الجماعة والمملكة اعقب "التفاهمات المبرمة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، والاتفاق الذي افضت اليه جولات مفاوضات غير مباشرة عبر مسقط ثم جولتا مفاوضات مباشرة في صنعاء والرياض، جرت خلال عامين بوساطة عُمانية".

أكدت هذا بريطانيا، منتصف مايو الفائت، بتسريبها مفاجأة كبرى لليمنيين بلا استثناء، الثلاثاء (14 مايو)، بشأن قرار امريكي بريطاني وقف العمليات العسكرية لتحالف "حارس الرخاء" في البحرين العربي والاحمر، ودعم انجاز "خارطة الطريق للسلام في اليمن"، وتنفيذ بنودها بشأن استئناف تصدير النفط والغاز ودفع رواتب الموظفين واطلاق الاسرى.

مارست السعودية، ضغوطا مباشرة على الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لتقديم تنازلات اضافية بما فيها الغاء توجيه الشرعية لوفدها رفض التفاوض مع الجماعة حتى استجابة الاخيرة لحزمة اشتراطات بشأن ملفات فتح الطرقات واطلاق الاسرى ودفع رواتب الموظفين وغيرها من ملفات المرحلة الاولى لخارطة السلام.

كما شملت الضغوط السعودية، الدفع باتجاه تراجع البنك المركزي في عدن عن سلسلة قرارات، بينها فرض نظام موحدة للحوالات مرتبط بالبرنامج الامريكي لمكافحة الارهاب وغسيل الاموال، ونقل البنوك الى عدن، ضمن خطة محكمة لخنق جماعة الحوثي واجبارها على الاستجابة للسلام وفقا للمرجعيات الثلاث، ودون اعتبار لما يسمى "متغيرات الواقع".

وبدأت السعودية، في فبراير الفائت، تحركا دبلوماسيا واسعا ولافتا، يسعى إلى إصدار قرار دولي جديد بشأن اليمن، يعمد اتفاقها مع جماعة الحوثي الانقلابية بشأن السلام والرواتب والمطارات، ايذانا للبدء بتنفيذه عمليا، رغم تحفظات مجلس القيادة الرئاسي على بعض بنوده، الملبية تشرطات الجماعة لقبولها ببدء مفاوضات سياسية مع المجلس.

في السياق، نشرت السعودية، تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، بوصفها "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.

وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل "دفع رواتب الموظفين من ايرادات النفط والغاز وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام".

يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.